لقاء العدد مع الدكتور هاشم الفاخوري أخصائي أول علاج الأمراض النفسية والعصبية والإدمان

عمان – صحة الأردن- حوار دارين اللويسي

الدكتور هاشم الفاخوري مختص بعلاج جميع حالات الاكتئاب والقلق والتوتر، اضطرابات المزاج واضطرابات النوم، الاضطرابات السلوكية المصاحبة لمرض طيف التوحد والادمان بأنواعه وطيف الفصام والامراض الذهانية، صعوبات التعلم والاضطرابات السلوكية للأطفال، السيطرة على الغضب، حالات الخرف والزهايمر لكبار السن، بالإضافة الى الاستشارات الاسرية.

# لا تترك العرض يصير مرض!

المرض النفسي ليس عيبا، الطب النفسي ليس ترفا، الطب النفسي من حق الجميع. هذا ما نحتاج ان ندركه جميعا في مجتمعنا. عيادات الطب النفسي موجودة في وزارة الصحة وفي المستشفيات التعليمية وفي قطاع الجيش وفي القطاع الخاص أيضاً.

فلماذا كل هذا العزوف؟!

“لا يقتصر العلاج النفسي على العلاج الدوائي فقط بل هو علاج سلوكي معرفي اجتماعي وتأهيلي بالإضافة الى العلاج الدوائي او بلا علاج دوائي”

ليس كل مراجع للعيادة هو مريض نفسي وليس كل مريض نفسي “مجنون”!

فمصطلح “مجنون” ليس له أي علاقة بالطب النفسي ابدا، كما أورد الدكتور الفاخوري في حوارنا معه نحن مجلة صحة الأردن ان هذه الكلمة لم ترد ابداً في أي كتاب يعنى بالطب النفسي من قريب او بعيد. فهذه الكلمة ليست صحيحة كما يتم استخدامها بالشارع وللأسف.

الدكتور الفاخوري من العشر الأوائل على المملكة في تخصصه وعلى الرغم من وجود مساحة كافية لدى الطبيب الفاخوري للاختيار بين تخصصات الطب البشري الأخرى بعد انهائه مرحلة البكالوريوس الا انه لم يختار الا الطب النفسي لإيمانه العميق انه هو المستقبل بالنسبة له وان هذا التخصص من التخصصات التي تخاطب العقل البشري.

في سؤالنا للدكتور الفاخوري عن سبب اختياره للطب النفسي أجاب موضحاً ان الطب النفسي هو جزء من الطب البشري حيث ان الدكتور هاشم ابتدأ دراسته ببكالوريوس الطب البشري ومن ثم دخل اختصاص الطب النفسي.

ابتدأت حكاية هذا الاختيار في عام ال 2006 حيث ان الدكتور الفاخوري في يوم من الأيام كان يشاهد فيلماً وثائقياً يقوم فيه طبيب الماني بإجراء عملية قلب مفتوح لمريض عن طريق روبوت والطبيب الالماني موجود في بلد والمريض في بلد اخر! بعد ذلك سأل الدكتور الفاخوري نفسه قائلا: ” ان كان هذا يحدث في هذه الأيام ونحن في عام 2006! اذاً يا ترى الى اين يتجه العالم في الأيام القادمة؟”

كان واضحا ان معظم التخصصات بوجود التقدم التكنولوجي المهول سوف تضمحل وتنتهي. من هنا قرر الدكتور الفاخوري ان التخصصات التي ستبقى متاحة هي تلك التي تخاطب عقل الانسان وهي الأصعب والأكثر تعقيدا!

في حوارنا الشيق مع الدكتور الفاخوري تكررت جملة كانت بمحل نصيحة لنا جميعا في كل مناحي حياتنا وهي كما وردت على لسان الدكتور: “لا تترك العرض يصير مرض” واردف قائلا عليك ان تسارع مبكرا الى العلاج، تماما كما هو المرض الجسدي فأنت إن شكوت من ألم في اسنانك يكون تصرفك مباشرة بالتوجه الى طبيب الاسنان لأن ألم الاسنان يمنعك او يحولك عن الاكل فانت هنا فقدت متعة من متع الحياة، فاذا لم تذهب الى طبيب الاسنان مبكراً من الممكن ان تسوء الأمور اكثر فمثلا يمكن لوزنك ان يهبط فجأة ويمكن لفحوصات دمك ان تتأثر الخ.. تماما كما هو الحال في الطب النفسي فإنه اذا شعرت بنفسك لا تستطيع ان تبتهج في الحياة ودائما ما تشعر بالعصبية والمزاج السيء وكثرة التفكير والتحليل بطريقة مرهقة تؤدي الى شعورك بالاحتراق النفسي او العاطفي، يجب عليك ان تطلب المساعدة فوراً ولا تتردد!

 

استشارة الطبيب النفسي سهلة ومتاحة للجميع!

تطرقنا أيضا في حوارنا مع الدكتور الفاخوري عن الحالات التي تستوجب دخول مستشفى الصحة النفسية، أجاب قائلا: ان هناك نوعين او صنفين من الحالات التي تستوجب دخول المستشفى حالات قصرية وحالات طوعية.

أما بالنسبة للحالات القصرية  فانه وبحسب المادة رقم 18 من قانون الصحة النفسية والتي تنص على ان “أي شخص يشكل خطر على نفسه أو على الاخرين او على

الممتلكات العامة يستوجب إدخاله قصرا على اقرب مستشفى يؤدي الخدمات والرعاية النفسية” وهذا منحى قضائي يكون الدور فيه موكلاً الى طب النفسي القضائي والى الجهات القضائية والتنفيذية.

أما بالنسبة للحالات الطوعية فمثلا هناك بعض الحالات كما وصف الدكتور لديها فرط في استخدام بعض الادوية المسكنة كمرضى الديسك وغيرها وأن إيقاف هذا النوع من الادوية من الممكن ان يكون له اعراض انسحابيه لا يجب ان تتم الا تحت اشراف الطبيب المختص. فبعض المرضى يلجؤون الى طبيب نفسي لإيقاف هذا الدواء بأسرع وقت بحيث لا يتعرض المريض لأي اعراض انسحابيه او اخطار نتيجة تركه لهذا الدواء وهذا يستوجب دخول المريض الى المستشفى فترة حسب قرار الطبيب النفسي وذلك بعد اجراء فحوصات مخبرية تبين كمية هذه المادة التي يتناولها المريض في جسمه وعلى إثرها يقرر الطبيب المدة التي يحتاجها المريض في المستشفى.

وأيضا هناك حالات يراجع المريض فيها الطبيب النفسي ويكون بحاجة الى إعادة تأهيل او علاج نفسي تأهيلي حيث يراجع المريض فيها الطبيب النفسي ويشتكي مثلا من عدم وجود بصمة له في المجتمع أو انه دائما ما يكون منسحباً او معزولاً الخ.. هنا يمكن للطبيب النفسي العرض على المريض بان يقوم بإدخاله الى المستشفى ضمن خطة علاج وتأهيل متفق عليها حسب الحالة.

قمنا أيضا بسؤال الطبيب عن رأيه في ظاهرة مدربي المهارات الحياتية او ما يسمى بال (life couch) المنتشرة في مجتمعنا بكثرة مؤخراً

حيث أوضح الدكتور انه ليس ضد مهنة مدرب المهارات الحياتية ولكن بشرط ان يكون مرخصا. و مدرب المهارات الحياتية يكون مساعدا للطبيب النفسي في عمله في علاج المرضى النفسيين تماما كما هو الحال في الممرض الذي يساعد الطبيب في العملية الجراحية او فني التخدير الذي يساعد طبيب التخدير في عمله ولكن بشرط ان يكون مرخصا لأن دوره الأساسي هو التحفيز فقط وليس لديه الحق بسرد او طرح أي نصح طبي او دوائي.

واردف الدكتور الفاخوري في حق الأشخاص الذين يمارسون تلك المهنة بدون ترخيص قائلا انه هو وزملاؤه في جمعية أطباء الأمراض النفسية الأردنية يحذرون من مثل هؤلاء الأشخاص وانهم يقومون بمتابعتهم وملاحقتهم قانونيا. ممن يقومون بتضليل الناس بطريقة عشوائية وبدون وعي حيث ان المؤهل النفسي لا بد له ان يكون عاملا تحت مظلة طبيب نفسي مرخص ولا يحق له ان يعمل منفردا. وأيضا الطبيب المرخص يجب ان يحمل شهادة مزاولة مهنة وشهادة من وزارة الصحة وترخيص من الأمانة بالإضافة الى بورد في تخصصه ولا يحق للطبيب الذي يحمل البورد فقط دون باقي الوثائق ان يمارس المهنة في الأردن داخل عيادة خاصة.

ويحذر الدكتور من خطورة الانسياق خلف هؤلاء الأشخاص وخصوصا حينما يتعلق الموضوع بتناول وصرف الادوية لان الطبيب النفسي هو الشخص الوحيد المؤهل علميا وعمليا بصرف او وقف الدواء للمريض او عن المريض وان بعض الادوية اذا تم ايقافها بطريقة عشوائية دون وعي او علم يمكن ان تودي بحياة المريض في مرحلة من المراحل.

التطورات الهائلة التي تحصل يوميا في مجال الطب النفسي

وانهى الدكتور الفاخوري حواره مع مجلة صحة الأردن بموضوع التطورات الهائلة التي تحصل يوميا في مجال الطب النفسي في مواضيع مختلفة سواءاً في ما يتعلق بقطاع الادوية او فيما يتعلق بطرق العلاج او التقنيات المستخدمة في العلاج. فمثلاً هناك بعض الادوية القديمة لغيت تماما ولم يعد لها أي استعمال وهناك جيل جديد من الادوية بدواعي استعمال وطرق استعمال جديدة كلياً. مثلا كان المريض المشخص بالاكتئاب يعطى ادوية عن طريق الفم يتناولها المريض لمدة سنة على الأقل. أما الان يستطيع المريض اخذ علاجه عن طريق بخاخ بالأنف مثلا يأخذه المريض باي مكان وتحت اشراف طبي دون ان يعرقل حياته اليومية، يستطيع المريض أيضا اخذ جلسة تحفيز مغناطيسي او كهرومغناطيسي للدماغ بجرعات امنة جدا بدون اللجوء الى الدواء اصلاً. أيضا هناك تقنيات جديدة تم استحداثها او تطويرها عن ما كانت عليه وهذه التقنيات بعيدة عن الأجهزة او التكنولوجيا يمارسها الطبيب للعلاج مثل الإيحاء ومخاطبة العقل الباطن للمريض. وان هذا يضيف مسؤولية اكثر على الأطباء النفسيين وخصوصا هذه الفترة اذ ان عليهم مواكبة التطورات والبقاء على اطلاع دائم على كل الأبحاث والتطورات التي تعنى بالطب النفسي وهذا ما عهده الأردن في هذا المجال بفضل جهود اطباؤنا أمثال الدكتور هاشم الفاخوري ليبقى الأردن منارة يحتذى بها في العالم اجمع.

error
fb-share-icon
نحب أن نسمع منك

مجلة صحة الأردن

مستشارك الطبي أينما كنت 
مجلة طبية متخصصة في نشر المقالات الطبية المفيدة لصحتكم ولقاءات الحصرية مع أفضل أطباء الأردن

تابعونا على السوشال ميديا