إشراقة الضحكة تحت الرعاية الفنية: رحلة مع الدكتور محمود درس في طب الأسنان التجميلي

لقاء العدد

عمان – صحة الأردن: حوار دارين اللويسي ورؤى الزعبي

يشهد الطب السني تقدمًا ملحوظًا في عصرنا الحالي، ومن بين فروعه المتقدمة يبرز طب الأسنان التجميلي كميدان يسعى إلى تحقيق الجمال والصحة الفموية. في هذا السياق، نتحدث اليوم مع واحد من أبرز الخبراء في هذا الميدان، الدكتور محمود درس وهو طبيب أسنان تجميلي يتمتع بسمعة طيبة وخبرة واسعة في تحسين جمال ووظائف الأسنان.

شغفه بالفنون

كان الدكتور محمود درس في طفولته طفلًا مبدعًا ومولعًا بالرسم والنحت والموسيقى. كان يقضي ساعات طويلة يحاول تجسيد أفكاره على ورقة بيضاء أو في قطع من الطين. ولكن ما جعله يشعر بالدهشة الحقيقية كانت تلك اللحظة التي زار فيها طبيب الأسنان كطفل.

عندما دخل العيادة، لم يكن يتوقع شيئًا غير الزيارة الروتينية. ولكن عندما رأى الدكتور يرسم سنه المفقود بعناية فائقة، بدأ يشعر بأنه كأنه يشاهد فنانًا في عمله. كان الدكتور ينحت بعناية شديدة ويصقل بأدق التفاصيل ليجعل السن يبدو كأنه جزء من لوحة فنية.

ترك هذا المشهد انطباعًا عميقًا في نفسه، وكلما نظر إلى اللوحة الفنية لسن الدكتور، زادت قناعته بأنه يريد أن يصبح فنانًا أيضًا. على الرغم من توجيهات العائلة لدراسة الطب العام، إلا أن قلبه كان ينبض لشيء آخر.

وهكذا، عندما جاء وقت اختيار تخصصه، لم يتردد الدكتور محمود في وضع “طب الأسنان” كأحد أولوياته. إنها اللحظة التي جعلته يتبع شغفه ويمتزج بين الفن والطب بأسلوبه الخاص. اليوم، يعيش الدكتور محمود حلمه ويجعل كل زيارة لعيادته تجربة فنية تحمل الجمال والاهتمام بكل التفاصيل.

مسيرته 

كان الدكتور يحب أن يعتمد على نفسه كثيرا وبعد أن أنهى دراسة البكالوريوس عمل لدى مركزين لطب الأسنان وبعدها افتتح عيادة مع دكتور شريك له وذلك في منطقة شعبية حتى يمارسوا المهنة أكثر.

وبعدها أكمل الاختصاص من جامعة أمريكية، وعند عودته من أمريكا افتتح عيادته الخاصة المتواضعة في شارع مكة -عمان.

عيادته الطبية

ومع مضي السنوات افتتح الدكتور مركز مكون من ثلاث عيادات وبعد التوسعة والنجاح المبهر استطاع أن يتوسع للعيادة الخامسة بالإضافة لغرف البانوراما والأشعة.

وقال الدكتور إنه يطمح إلى افتتاح مستشفى طبي للأسنان في الأردن، مبيناً أنه تأتيه عروض من إحدى دول الخليج، ولكنه يقوم بدراسة العروض بعناية، وذلك لخوفه على مرضاه في الأردن.

التطور الطبي في الأردن

وأشار إلى أن الأردن شهد التطور التقني والعلمي تقدمًا ملحوظًا في العقود الأخيرة. تمثلت هذه التقنيات في مجموعة متنوعة من المجالات بما في ذلك الطب وتكنولوجيا المعلومات. على سبيل المثال، نجحت الأردن في بناء مرافق طبية حديثة مزودة بأحدث التقنيات الطبية، مما جعلها وجهة مرموقة للعلاج الطبي على مستوى الشرق الأوسط وبأسعار مناسبة.

باختصار، التطور التقني والعلمي في الأردن قد ساهم بشكل كبير في تحسين جودة الرعاية الصحية وجعل الأردن وجهة مرموقة للعلاج الطبي والسياحة العلاجية..

الزراعة الموجهة بالكمبيوتر 3D

وضح الدكتور أن زراعة الأسنان الموجهة بالكمبيوتر 3D أو ما تسمى “الزراعة الرقمية” هي تقنية متقدمة في مجال طب الأسنان تعتمد على استخدام التكنولوجيا الرقمية وأنظمة الصور الثلاثية الأبعاد لتحسين عمليات زراعة الأسنان.

وتعتبر أهم الارتكازات التي تعتمد عليها الزراعة الموجهة بالكمبيوتر:

أولاً: التخطيط الثلاثي الأبعاد الذي يتيح استخدام أنظمة الصور الثلاثية الأبعاد للأسنان للأطباء إمكانية عرض الفك والأسنان بدقة عالية وبأبعاد ثلاثية. هذا يمكن أطباء الأسنان من تحليل هيكل الفك بدقة وتحديد مكان زرع الأسنان بشكل دقيق.

ثانياً: تصميم الزراعة بالكمبيوتر وذلك باستخدام البرمجيات المخصصة، يمكن للأطباء تصميم زراعة الأسنان بدقة باستخدام نماذج رقمية. هذا يتيح لهم تحديد الموقع المثلى والزوايا لزرع الأسنان.

ثالثاً: الدقة العالية لزراعة الأسنان الرقمية تسمح بزيادة الدقة والتحكم في عمليات الزرع. هذا يمكن أن يقلل من المخاطر ويزيد من نجاح الزراعة.

رابعاً: الاستدامة وذلك لتقليل الحاجة إلى تكرار العمليات والإجراءات يقلل من استهلاك الموارد والمواد، مما يجعل زراعة الأسنان الرقمية أكثر استدامة بيئيًا.

خامساً: تقليل الوقت وذلك بفضل التخطيط والتصميم الدقيقين، يمكن تقليل الوقت اللازم لإجراء زرع الأسنان والانتقال إلى مراحل التركيب بشكل أسرع.

وأوضح الدكتور أن زراعة الأسنان الرقمية تجمع بين دقة التصميم والتخطيط مع تكنولوجيا الصور الثلاثية الأبعاد لتقديم نتائج أفضل وأكثر استدامة.

وتلعب هذه التقنية دورًا هامًا في تحسين رعاية الأسنان وتقديم خدمات زراعة الأسنان بشكل أكثر كفاءة ودقة.

القشور التجميلية

وقال الدكتور إن أبرز خدمات تجميل الأسنان المتاحة في الوقت الحالي هي القشور التجميلية مثل الفينير والفيسنج هي إجراءات تجميلية شائعة في طب الأسنان. تستخدم هذه القشور لتحسين مظهر الأسنان وتصحيح بعض المشاكل الجمالية.

وتعتبر مادة ” الفينير” عبارة عن قشور رقيقة مصنوعة عادة من السيراميك أو البورسلين توضع على الأسنان، أما مادة  “الفيسنج” فهي عبارة عن حشوات تجميلية .

تستخدم هذه القشور لعدة أسباب، بما في ذلك:

تبييض الأسنان: يمكن استخدام القشور لتبييض الأسنان وإعطائها مظهرًا أكثر إشراقًا

تصحيح انتفاخات أو تصبغات: إذا كانت هناك عيوب في شكل الأسنان أو تصبغات، يمكن للقشور تصحيحها وإخفاؤها.

تصحيح التشوهات: يمكن استخدامها لتصحيح تشوهات مثل الفجوات بين الأسنان أو تشوهات الأسنان.

تحسين شكل الأسنان: يمكن تحسين شكل الأسنان وتحسين تناغم الابتسامة باستخدام القشور.

جهاز DFAB

مادة “الفيسونير”

يتوفر بعيادة الدكتور محمود درس أول جهاز في الوطن العربي، وهو جهاز يستخدم لتصنيع نوع خاص من الفينير ويسمى ” الفيسونير” ، وهو عبارة عن قشور رقيقة مصنوعة من “هجين” أي تحتوي على مادة البورسلان مع الحشوات التجميلية. وتمتاز مادة “الفيسونير” أنها تطبع بطابعة خاصة بها وليس بالنحت ،إذ توجد هذه الطابعة المميزة في عيادة الدكتور محمود.

استخدامات الجهاز

تصميم تجميلي دقيق: إنتاج تصميمات دقيقة للتجميل السني بما في ذلك التيجان والقشور والجسور.

تخصيص العلاج: يمكن تصميم وإنتاج التجميل السني وفقًا لاحتياجات كل مريض بشكل فردي.

توفير الوقت: تقليل وقت الإنتاج وزيارات المريض من خلال استخدام التقنيات الرقمية لتصنيع التجميل السني.

يعزز جهاز وبين الدكتور نجاح وسعادة المرضى في العيادة من تجربة الجهاز والنتيجة الدقيقة والجودة العالية التي تعمل على تحسين مظهر الأسنان بشكل فعال.

تجميل الأسنان وأثره الصحي

تحدث الدكتور عن تجميل الأسنان من الناحية الصحية بالإضافة إلى الجانب التجميلي. على سبيل المثال، عند تصحيح مشاكل مثل تموجات الأسنان أو ترتيبها الغير صحيح، يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي على وظيفة الفم والمضغ، مما يمكن أن يساعد في تحسين الهضم والتحدث.

أيضًا، إذا كان هناك مشاكل في اللثة أو تراكم كبير للجير على الأسنان، فإن إجراءات التجميل مثل تنظيف الأسنان العميقة يمكن أن تساعد في الحفاظ على صحة اللثة والوقاية من التهابات اللثة وأمراض اللثة

لذا، تجميل الأسنان يمكن أن يكون استثمارًا جيدًا في صحة فمك وصحتك النفسية بالإضافة إلى تحسين مظهر الأسنان.

 

الطبيب الروبوت

يرى الدكتور أهمية كبير للتطور التكنولوجي في المستقبل لما يخص مجال طب الأسنان، إذ يمكن للأطباء الروبوت أن يكونوا مساعدين قيمين لأطباء الأسنان. سيكون لديهم القدرة على تقديم الدعم في العديد من المهام المتعلقة بالعناية بالأسنان، مثل تشخيص المشاكل وإجراء الفحوصات وتنفيذ بعض الإجراءات الأساسية.

ستتيح التكنولوجيا المستقبلية للأطباء الروبوت التفاعل مع المرضى بشكل أكثر فعالية ودقة، وتوفير معلومات دقيقة حول حالة الفم والأسنان. سيمكنهم أيضًا توجيه المرضى حول العناية بالأسنان وتقديم نصائح صحية.

error
fb-share-icon
نحب أن نسمع منك

مجلة صحة الأردن

مستشارك الطبي أينما كنت 
مجلة طبية متخصصة في نشر المقالات الطبية المفيدة لصحتكم ولقاءات الحصرية مع أفضل أطباء الأردن

تابعونا على السوشال ميديا