مقالات طبية

ما هو تليف الرئتين:

يُعرّف تليّف الرئتين على أنّه مرض رئويّ يحدث عند تعرّض نسيج الرئة للتلف؛ إذ يُصبح نسيج الرئة سميكاً وصلباً، ممّا يتسبّب بعدم قدرة الرئتين على العمل بشكلٍ جيّد ويؤثر ذلك على تبادل غازات الدم بين الحويصلات الهوائية الغنية بالأكسجين مع الشعيرات الدموية المحيطة بالحويصلات الهوائية وتقل قدرة الرئتين على الاتساع والانتفاخ وبالتالي يعاني المصاب من صعوبةٍ في التنفّس وأحيانا من السعال وآلام في الصدر وتغيرات في شكل الأظافر ونقص للأكسجين في الدم.

وعلى الرغم من وجود بعض العوامل والأسباب التي تتسبّب بحدوث التليّف؛ إلا أنّ أغلب الحالات يصعب على الأطباء تحديد سببها؛ وعندها يُسمّى التليّف بـ (التليّف الرئوي مجهول السبب) الذي يصيب غالبا الرجال في العقدين الخامس والسادس من العمر

كيفية الاصابة بالمرض:  

عند الاصابة بمرض تليف الرئتين تنقسم الخلايا الليفية الى أقسام عديدة وبشكل عشوائي ، مما يتسبب في تضارب في عمل الخلايا الأخرى بحيث تطغى الخلايا الليفية على باقي أنواع الخلايا الأخرى وتحد من عملها ، مما يتسبب سلباً على عمل الرئتين الأساسي بشكل تدريجي .

أسباب تليف الرئتين:  

  • هناك أسباب مجهولة لم يتوصل اليها الطب الى الآن وهي الأكثر شيوعا.
  • قد يكون بسبب التهابات قديمة في الرئة ،او التعرض لمهيجات بشكل مستمر.
  • تناول بعض الأدوية والعقاقير كأعراض جانبية لها.
  • التدخين من الاسباب الرئيسية لتليف الرئتين .
  • بعض الامراض مثل الروماتيزم وتصلب الجلد والحمى الذؤابية وجفاف الفم والعينين (Sjogren syndrome ).

 

تشخيص المرض:

يتم تشخيص مرض تليف الرئتين من خلال أخذ السيرة المرضية والتاريخ المهني للمريض وإذا كان قد تعرض سابقا للأغبرة والأتربة والتدخين والأدوية التي تسبب تليف الرئتين أو الإشعاعات بالإضافة للتاريخ العائلي ومن ثم اجراء الفحص السريري والصور الشعاعية للصدر (الأشعة السينية والاشعة المقطعية) وعن طريق فحص وظائف الرئتين و غازات الدم الشريانية من خلال الطبيب المختص وقد يلجأ الطبيب أحيانا لأخذ خزعة من الرئة المصابة بالمرض إما عن طريق المنظار الرئوي أو عن طريق الجراحة ويتم فحصها في المختبر وهي من أفضل طرق التشخيص لمرض تليف الرئتين .

 

أعراض مرض تليف الرئتين:

في الغالب يصيب مرض تليف الرئتين مجهول السبب الأشخاص الذّين أعمارهم فوق ال 50 سنة وتكون نسبة الإصابة عند الرجال ضعف النساء، ومن أعراضه: 1) ضيق شديد في التنفس يزداد عند بذل مجهود.

2) حدوث أصوات غريبة عند التنفس في الرئتين يمكن سماعها من قبل الطبيب بالسماعة.

3) الكحة الجافة

4) تغيرات في شكل الأظافر،

5) بعض الأعراض التي تكون مرتبطة بسبب التليف.

 

العلاج:

سنتحدث هنا بشكل رئيسي عن علاج تليف الرئتين مجهول السبب الذي يهدف إلى إبطاء سرعة تدهور المرض، وتخفيف الأعراض والعلامات التي يشكو منها المصاب، ولكن لا يستطيع العلاج إيقاف تطوّر المرض، أو التخلّص من النُدب أو النسيج غير الطبيعيّ المتكوّن، وفي الحقيقة هناك العديد من الإجراءات العلاجية التي يمكن للطبيب اتخاذها، ويستطيع الطبيب تحديد الطريقة المثلى للعلاج بالاعتماد على حالة المريض وشدة المرض لديه، ومن هذه الإجراءات العلاجية:

 أولا : الأدوية: من الأدوية التي يقوم الأطباء بصرفها لعلاج تليّف الرئة مجهول السبب دواء بيرفنيدون ودواء نينتيدانيب اللذان يعملان على إبطاء سرعة تطور المرض.

ومن الجدير بالذكر أنّ كثيراً من المصابين بتليّف الرئة يُعانون من الارتجاع المعديّ المريئيّ؛ الأمر الذي يتطلب صرف مضادات الحموضة أيضا.

ثانيا: العلاج بالأكسجين:  يُعطى الأكسجين خلال النوم أو أثناء ممارسة التمارين الرياضية، أو طوال الوقت بحسب حالة المريض الصحية، وفي الحقيقة لا يستطيع الأكسجين إيقاف تلف نسيج الرئة ولكن تكمن أهميته فيما يأتي:

  • تسهيل عملية التنفس وممارسة التمارين الرياضية.
  • تقليل ضغط الدم في الجزء الأيمن من القلب.
  • تحسين عملية النوم والوضع الصحيّ بشكلٍ عامّ.
  • منع أو على الأقل تخفيف المضاعفات التي قد تحدث نتيجة نقص مستوى الأكسجين.

ثالثا: إعادة التأهيل الرئوي: تهدف إعادة التأهيل الرئويّ إلى معالجة الأعراض وتحسين الأنشطة اليومية عامةً، ويُركّز برنامج إعادة التأهيل الرئويّ على ما يأتي:

  • النشاط الجسديّ لرفع قدرة التحمّل.
  • طريقة التنفّس لتحسين فعاليّة الرئتين.
  • التغذية الملائمة.
  • الدعم والإرشاد.
  • شرح الوضع الصحي وتعليم المصاب ما يلزم.

رابعا:  زراعة الرئة : قد يكون خيار زراعة الرئة ملائماً لبعض المرضى وغير ملائمٍ لبعضهم الآخر، وعلى الرغم من أنّ زراعة الرئة تُحسّن طبيعة الحياة إلا أنّ القيام بها يترتّب عليه بعض المضاعفات مثل الإصابة بالعدوى أو رفض زراعة الرئة من قبل جهاز المناعة لدى الشخص المصاب، وعليه تجدر مناقشة الطبيب للقيام بالتصرّف المناسب.

خامسا : نمط الحياة والوصفات المنزليّة : إنّ المحافظة على جسم سليم وصحيٍّ باتباع نمط حياةٍ صحيٍّ أمرٌ ضروريٌّ لعلاج تليّف الرئة والتكيّف مع المرض، ومن النصائح التي يُوصي بها ما يأتي:

  • الإقلاع عن التدخين وتجنّب الجلوس مع المدخّنين.
  • الحرص على تناول الغذاء لتعويض كمية الطاقة المبذولة في التنفّس ونقص التغذية الناتجة عن المرض.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام مما يحافظ على صحة الرّئتين ويخفّف التوتّر الذي قد يتعرّض له المصاب، ولكن تجب استشارة الطبيب حول نوعية التمارين الرياضية المسموح بها بالاعتماد على صحة المريض وحالته.
  • أخذ قسطٍ كافٍ من الراحة مما يُساعد على تخفيف التوتر وأخذ الطاقة اللازمة.

وأخيرا ضرورة أخذ المطاعيم الملائمة لأن الإصابة بالعدوى يزيد من حدة تليّف الرئة وجعل المرض أكثر سوءاً، لذلك يجب على المصاب وأفراد عائلته أخذ مطعوم الالتهاب الرئوي ومطعوم الإنفلونزا السنويّ مع ضرورة تجنّب المناطق المزدحمة في فصل الإنفلونزا.

ودمتم سالمين

error
fb-share-icon
نحب أن نسمع منك

مجلة صحة الأردن

مستشارك الطبي أينما كنت 
مجلة طبية متخصصة في نشر المقالات الطبية المفيدة لصحتكم ولقاءات الحصرية مع أفضل أطباء الأردن

تابعونا على السوشال ميديا