الدكتور محمد البنا

المدير العام لمركز Physio Joints للعلاج الطبيعي

الضغوطات النفسية وتأثيرها على وظائف الأعضاء

تناقش هذه المقالة أثر الضغوطات النفسية المختلفة على أعضاء جسم اإلنسان، هناك الكثير من الدراسات
التي بحثت عالقة الضغوطات النفسية والعصبية باألمراض العضوية، أو تأثير االضطرابات النفسية على األداء
الوظيفي لجسم اإلنسان.
ما هي االضطرابات النفسية؟
ان االضطرابات أو االختالالت النفسية التي تنتج عن تفاعل الفرد مع المواقف واألنشطة اليومية التي يعيشها والتي
يصعب التحكم فيها وال تتناسب مع الخطر الفعلي، ويمكن تجنب بعض المواقف أو المشاعر إال أنه في بعض
األحيان ال يمكن تجنبها، وقد عرفته منظمة الصحة العالمية بأنه تميز االضطراب النفسي باختالل سريري جسيم في
إدراك الفرد أو ضبطه لمشاعره أو سلوكه، وعادة ما يرتبط بالكرب أو بقصور في مجاالت مهمة من األداء، علماً
بأن أنواع االضطرابات النفسية كثيرة ومختلفة. ويعد القلق واالكتئاب الشكلين األكثر شيو ًعا من تلك االضطرابات،
وقد تبين من التقديرات األولية لمنظمة الصحة العالمية بأن اضطرابات القلق تزيد بنسبة ،%26 واضطرابات
االكتئاب تزيد بنسبة %28 خالل العام الواحد.
ولكن هل تؤثر تلك اإلضرابات النفسة على الوظائف العضوية في جسم اإلنسان؟
عادة ما ينتج سلسلة من التفاعالت واإلفرازات غير المتوازنة الهرمونية والعصبية نتيجة الضغوطات
واالضطرابات النفسية تتأثر بها كافة أعضاء وأجهزة الجسم، كالجهاز الهضمي، أمراض الغدد الصماء وأداء
األمراض المتّ المفاصل بكافة أنواعها وآالم العضالت المزمنة وحتى أمراض الجلد. لذلك فإن صلة بالضغوطات
النفسية تشمل كافّة األجهزة واألعضاء دون استثناء، وتضعنا أمام تحّدي االهتمام بصحتنا النفسية اهتما ًما يبعد عنا
خطر هذه األمراض ومضاعفاتها .
ما دور العالج الطبيعي؟
وقد يعاني بعض أصحاب االضطرابات النفسية من تراجع ملحوظ في المستوى الحركي مما يؤدي الى إعاقة مما،
وهنا يأتي دور العالج الطبيعي في مساعدة المصابين بهذه األمراض، ويعد أخصائي العالج الطبيعي ذوي الخبرة
في الحاالت العضلية الهيكلية والحاالت القلبية والتنفسية واالحاالت العصبية، وغيرها فيقومون بتقييم الحالة وتصميم
برنامج عالجي مناسب لكل حالة، مما يسهم في تخفيف اآلالم الجسدية المزمنة من دون استخدام العالجات الدوائية،
وتقوية العضالت وزيادة مرونتها، وتحسين اللياقة الجسدية والدورة الدموية، باإلضافة الى تقليل خطر السقوط نتيجة
ضعف العضالت واختالل التوازن. كما ساعدت التمارين في تحسين المزاج، تجنب بعض اإلعاقات الناتجة عن
األمراض النفسية، مساعدة المرضى على الشفاء بشكل أسرع، مساعدة المصابين بمتالزمة األلم المزمن وتحقيق
األهداف الجسدية التي اعتقدوا أنها مستحيلة بل إن بعض الدراسات أثبتت فعالية التمارين الرياضة في الوقاية من
األمراض النفسية.
مريضا الكتئاب، قارنت الدراسة بين مجموعتين: ً مشخصاً في دراسة علمية تم نشرها سنة 2017 على 33 با
مجموعة اعتمدت فقط على العالجات المضادة لالكتئاب، ومجموعة ثانية عولجت بمضادات االكتئاب إضافة للمشي
دقيقة أربع مرات أسبوعيا 12 أسبوعا.ً وقد أظهرت نتائج الدراسة وجود تحسن كبير ً السريع لمدة 30 ولمدة
وواضح للمجموعة التي أضافت المشي السريع لعالج االكتئاب والقلق. وبذلك فإن التمارين الرياضية لها آثار
إيجابية على األشخاص المصابين بحاالت صحية نفسية وعقلية، ويعتبر العالج الطبيعي إحدى الخدمات الضرورية
العالج الطبيعي أكثر أماناً التي يلزم تقديمها للمصابين ومقارنة باألدوية. وبذلك يعّد ويمكن اتباع البرنامج الرياضي
على المدى الطويل دون خوف من أي مضاعفات، وتجنب اإلعاقة وتراجع المستوى الحركي هو من أهم األهداف
العالجية لمرضى الصحة النفسية وتعد خدمة العالج الطبيعي إلى جانب الخدمات األخرى هي الخدمة األمثل لتحقيق
هذا الهدف وإعادة التناغم الطبيعي بين العقل والجسد.
كيف يمكن التقليل من التأثير النفسي على الوظائف العضوية؟
يجب ممارسة الرياضة بانتظام لتقوية العضالت وزيادة مرونتها وتخفيف التوتر. وقد أثبتت دراسة أجريت سنة
لمدة عشرة أسابيع
2004 أن التمارين مثل السباحة، الجري والمشي لمدة 15 – 30 دقيقة ثالث مرات أسبوعياً
قللت من أعراض الكآبة والقلق بعد كل جلسة بشكل ملحوظ، وفسرت الدراسة هذا األثر بأن التمارين تحفز إفراز
األندورفين وتزيد من تدفق الدورة الدموية للدماغ. باإلضافة إلى تناول الوجبات الصحية بانتظام، التواصل
االجتماعي المفيدة، االهتمام بالعناية الصحية وتعزيز احترام الذات. كل ذلك يسهم في تقليل التأثير النفسي على الوظائف العضوية .

error
fb-share-icon
نحب أن نسمع منك

مجلة صحة الأردن

مستشارك الطبي أينما كنت 
مجلة طبية متخصصة في نشر المقالات الطبية المفيدة لصحتكم ولقاءات الحصرية مع أفضل أطباء الأردن

تابعونا على السوشال ميديا