مستشار الطب النفسي
الاضطرابات النفسية التي تُصيب المسنين وكبار السن، أصبحت أمرًا واقعًا لابد من التعامل معه بجدية شديدة، وترك بعض المرضى دون تدخل نفسي أو سلوكي، هو تعجيل بانتحار حالتهم النفسية، وزيادة حالات الاكتئاب والعُزلة والهلاوس. ومع تزايد ضغوطات الحياة، وفرض المرحلة العمرية نفسها على كبار السن، فقد تتفاقم المشكلات النفسية نتيجة الإصابة بأمراض طارئة أو شائعة، فالصحة النفسية ترتبط بالعافية الانفعالية، فكلما زادت الأمراض الجسدية، زادت معها نسبة الإصابة باضطراب نفسي مع تقدم العمر، وتشير الإحصاءات إلى أن 6.6% من الفئة العمرية من كبار السن، التي تُعاني من حالات العجز الكلي، قد اُصيبت باضطرابات نفسية عصبية، وأن حوالي 15% من أصحاب الـ 60 عامًا فما فوق، يُعانون من مرض نفسي.
أعراض المشكلات النفسية التي تواجه كبار السن:
بطبيعة الحال لا يبقى شيء كما هو، فعند بلوغ سن الخمسين يدخل الرجل فى مرحلة الشيخوخة، وقبل الخوض في التعرض لأسباب التغيرات النفسية للمسنين وكبار السن، لابد من التفريق بين العجوز والشيخ والكهل والهرم، فبداية العجوز هو شخص مسن لكنه “عاجز”، بينما الشيخ هو مسن لكنه ليس بـ”عاجز”، فيما يُعرف الشخص الكبير بالسن لكنه لم يشيخ بعد بـ”الكهل”، ويصبح الرجل كهلاً، ثم يصبح شيخًا، ثم يصبح هرمًا، وهذا هو أرذل العمر وآخره، ويُمكن استخدام لغة الأرقام أيضًا لتوضيح هذه الفروق، حيث أن “الكهل” من 30 الى 40 عامًا، وقيل هو من 33 إِلى تمام الخمسين، أما الشيخ يبدأ بسن الخمسين حتى سن الثمانين، والهَرِم، هو العجوز كبير السن الذي تجاوز الثمانين إلى نهاية العمر. أما أسباب التغيرات النفسية للمسنين وكبار السن، فهي قد تختلف بحسب المرحلة العمرية، باختلاف المشكلات النفسية، والسلوكية، والصحية، والاجتماعية.
أمراض كبار السن يكون لها دورًا كبيرًا في ملاحقة الاضطرابات السلوكية التي تسبب الأمراض النفسية لهم، فالطبيب النفسي يكون له الأولوية فى تشخيص الحالة قبل أن يخوض المريض تجربة العلاج الدوائي مع الطبيب البشري، لأن تفاقم المشكلات السلوكية لدى المسنين أمر وارد جدًا عند الإصابة بمشكلات صحية مزمنة أو طارئة، وأبرزها مرض السكري، وأمراض الغدد. وقد تُسبب بعض الأمراض الشائعة لدى المسنين وكبار السن اضطرابات نفسية، حيث توجد عدة أمراض تسبب حالات الارتباك والتوهان والبلبلة، لأنها تُلحق الضرر بالوظائف الذهنية، وقد تُفاقم تلك الاضطرابات النفسية، ومن أبرز تلك الأمراض:
يتعرض الطب النفسي للمسن الذي تخطى سن الـ 75 عامًا، من منظور خاص، لأن هذه المرحلة العمرية تحتاج إلى إجراء “تقييم للشيخوخة“، بمعرفة الطبيب المتخصص في مجال طب المسنين النفسي، لأنه يُدرك تمامًا مخاطر تلك المرحلة، وما يعانيه المسن من اضطرابات سلوكية ونفسية شديدة. الطبيب المتخصص فى مجال طب المسنين النفسي، هو الملاذ الآمن للسيطرة على أعراض وأسباب الاضطرابات النفسية للمسنين وكبار السن، ولا يمكن أن يتم المجازفة بتشخيص هذه النوعية من الحالات مع أي طبيب ينتمي للمجال بشكل عابر، فالمتخصص هنا هو الفيصل.
مستشارك الطبي أينما كنت
مجلة طبية متخصصة في نشر المقالات الطبية المفيدة لصحتكم ولقاءات الحصرية مع أفضل أطباء الأردن