الدكتور عبد الله الرعود - عيادة الدكتور وليد شنيقات

مستشار العلاج النفسي والعائلي

الثقة بالنفس - تقدير الذات

كثيرا ما يتردد بين الأفراد فكرة الثقة بالنفس حيث يسيطر على بعض الناس وهم الإنسان الكمالي الذي لا يعتريه نقص ويسعى لتحقيق ذلك الكمال.

البعض يفسر ضعف الثقة بالنفس بطريقة خاطئة ويطلق عليه شخص خجول، لكن الخجل جانب هام ومطلوب عند كل البشر وله مواقف ومواضيع محددة مثل أن أخجل من عمل مشين يتنافى مع الأخلاق.

إن التحدث أمام طلاب الصف أو الدخول إلى قاعة الأفراح أمام الجماهير والحديث معهم هذا يعتبر حالة من ضعف الثقة بالنفس والخوف وليس خجلا.

الثقة بالنفس تعتمد على تقدير الفرد لذاته ومعرفة إمكانياته وأهدافه والإيمان بهذه القدرات وتكون محط احترام الآخرين.

كما إن الثقة بالنفس لا يجب أن تتأثر بالأخطاء اليومية فهي أمور اعتيادية طبيعية الكل منا معرض لها.

عوامل تؤثر بالثقة بالنفس: –

  1. أساليب التربية والتنشئة الاجتماعية يجب أن تكون أساليب علمية منطقيه مبنية على تقدير الذات واحترامها، وان يبتعد الآباء عن أساليب الحماية الزائدة لأبنائهم وان يضع الطفل في مواقف تعطيه الفرصة لاتخاذ القرار والتصرف بالمواقف والتعبير عن آرائهم ومشاعره.
  2. السعي للكمال: – إن قضية الكمالية هامة عند الأفراد بحيث يجب أن يسعى الفرد للوصول إلى أعلى مستوى في شخصيته وان يعمل على تصحيح العيوب والنقص لديه فهذا يدل على تقبل الفرد لعيوبه وان يسعى للكمال لإصلاح العيوب والنقص لديه. إن قضية الكمالية عند البشر في كافة الجوانب وجميع المواقف قضية صعبة لا يمكن الوصول إليها، فكل مخلوق يعتريه درجات من النقص في بعض جوانب شخصيته وبدرجات متفاوتة، لذلك حتى أن الله عز وجل ذكر في القرآن الكريم “بسم الله الرحمن الرحيم “(خُلق الإنسان هلوعاً) -صدق الله العظيم.

لهذا فالضعف متأصل في النفس البشرية والضعف الحقيقي والمرضي هي أن يرفض الشخص هذا الجزء من الضعف ولا يعمل على إصلاحه وترميمه.

أن مشاعر الضعف والألم والحزن بدرجات مقبولة لا تعني وجود نقص في القدر أو الإمكانيات ولا نهاية الكون ولا يجب أن تعمل على رفع درجة الشك والقلق في النفس وتدني مستوى تقدير الذات.

أكدت الدراسات إلى الأشخاص الأكثر عرضه لتدني تقدير الذات والاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والقلق الاجتماعي هم الأشخاص الذين يسعون للكمال ولا يسعون إلى تعديل المواقف وإعادة المحاولة في حالات الإخفاق وبالتالي يلجأ الفرد إلى العزلة والتجنب للمواقف الاجتماعية والتي تزيد من حالة ضعف الثقة بالنفس.

  1. إن المعتقدات والأفكار والبنيات المعرفية التي ترسخت لدينا عبر السنين وخبرات المواقف الحياتية وعمليات التغذية الراجعة من الآخرين لها أثر كبير في تكوين وبناء الثقة بالنفس وبالتالي يتكون لدينا عن أنفسنا معتقدات وأصوات داخلية نتحدث بها عن أنفسنا حسب هذه المكونات.

يجب علينا مراجعة أفكارنا ومعتقداتنا والأحكام التي نصدرها ونحكم بها على أنفسنا.

هنالك عوامل مرتبطة سلبياً بضعف الثقة بالنفس: –

–           المخاوف والقلق: كلما زادت درجة القلق والخوف أضعفت الشخصية وتدنت الثقة بالنفس.

–           الشعور بالذنب: إن التدقيق والاستمرار في البحث عن الأخطاء واتهام النفس بانها دوما مذنبة وعدم الرضاء عن أداء الشخص عن نفسه تعمل على خفض درجة الثقة بالنفس.

–           جلد الذات: يجب أن نبحث عن الجوانب المضيئة في شخصيتنا.

–           الاستعداد والتجهيز: كلما استعد الشخص لأي موقف ارتفعت درجة الثقة بالنفس لديه.

–           تعرف على جوانب الضعف لديك واعمل على تعديلها.

–           إعطاء رسائل منطقية (إيجابية) عن النفس ومدحها.

–           الرجوع إلى المواقف الإيجابية في حياتك وتذكر التغذية الراجعة الإيجابية من الآخرين عن نفسك.

–           وهنالك الشيء الكثير لكن الوقت لا يسعفنا في سرد المزيد.

error
fb-share-icon
نحب أن نسمع منك

مجلة صحة الأردن

مستشارك الطبي أينما كنت 
مجلة طبية متخصصة في نشر المقالات الطبية المفيدة لصحتكم ولقاءات الحصرية مع أفضل أطباء الأردن

تابعونا على السوشال ميديا