الدكتور سفيان طلعت سليم النوايسة.

طنين الأذن

EAR TINNITUS

يمكن وصف طنين الأذن بأنه إدراك حسي  للضوضاء أو بسماع صوت كالرنين في الأذنين. ويُعد الطنين مشكلةً شائعة، فهو يُؤثر على نسبة من 15 إلى 20 % من الأشخاص . طنين الأذن ليس مرضًا في حد ذاته إنه عرض لحالة كامنة، كفقدان السمع المرتبط بالتقدم في العمر، أو إصابة الأذن، أو اضطراب في الجهاز الدورية, ومع أن الطنين أمر مزعج فإنه لا يُشير عادةً إلى مرض خطير ولكن ربما تسوء الحالة بالتقدم في العمر وفي نفس الوقت يمكن أن تَتحسن بالعلاج يكمُن أحد الأسباب الشائعة للإصابة بالطنين في تلف خلايا شعر الأذن الداخلية. هناك شعيرات صغيرة ورقيقة جدًا في الأذن الداخلية تتحرك بالإرتباط مع ضغط الموجات الصوتية. وتحفز هذه الحركة الخلايا لإطلاق إشارات كهربية خلال العصب الخارج من الأذن (العصب السمعي) إلى الدماغ. ويتولى الدماغ ترجمة هذه الإشارات إلى أصوات. إذا انثنت الشعيرات الموجودة داخل أذنك أو انكسرت، فيمكنها أن “تسرّب” نبضات كهربية عشوائية إلى دماغك؛ ما يؤدي إلى الإصابة بالطنين.

قد يختلف وصف الناس للطنين وأشكاله فيسميه البعض بالصفير أو النقروأحياناص قد يشبهه البعض بصوت ذبابة أوكصوت الونين الصادر من عمل المحركات ، وقد تتفاوُت الإصابة بطنين الأذن من شخص لآخروقد تختلف شدة الضوضاء الشبحية (الطنين) من الزئير الغليظ إلى الصفير الحاد، ويمكن سماعه في الأذنين أو في إحداهما. وفي بعض الحالات يمكن أن يرتفع الصوت لدرجة إعاقة قدرتك على التركيز وسماع الأصوات الحقيقة ، تقدر درجة الضّجيج المسموعة ببضع ديسبلات (Db) فوق الحدّ السّمعيّ وتظهر بصورة عامّة في التردّدات المرتفعة. وقد يستمر طنين الأذن طوال الوقت، أو يأتي بصورة متقطعة، وقد ينعكس تأثيرها في المُصابين بشكلٍ مُتفاوت ومختلف، فالبعض يتأقلم مع سماع صوت الرنين المُستمر في أذنه ويتعود عليه والبعض الآخر يُصاب بالإنهاك والانزعاج نتيجة ذلك وقد تصل الى درجة الهوس والاكتئاب أحيانا اذا لم يعالج بشكل مناسب.

أنواع الطنين :

  1. طنين الأذن الذاتي او الموضوعي: (بالإنجليزية Subjective tinnitus ):

 وهو النوع الأكثر شيوعًا، ويتمثّل في إحساس الفرد بسماع صوت طنين ذاتي في الأذن؛ بمعنى أنّه يسمعه وحده، مع عدم قدرة الآخرين على سماعه، ويمكن أن يحدث ذلك نتيجة وجود مشاكل في الأذن الخارجية، أو الوسطى، أو الداخلية، أو في الأعصاب المسؤولة عن السمع، أو الجزء من الدماغ الذي يعالج الأصوات أونتيجة الانقباضات العضلية. ويكون صوت الضجيج شبيها بهدير الموج، صوت الصراصير، تحرر بخار مضغوط أو يشبه الصفير. يمكن أن يظهر هذا الطنين بشكل متواصل أو على فترات متقطعة. قد يظهر الإحساس بالضجّيج في كلا الأذنين أو إحداهما، ومن الممكن الشعور به في الرأس أيضاً. يتعاظم الإحساس بالضجيج عندما يكون المحيط ساكنا ويختفي عندما يكون المحيط صاخبا، هذه الظاهرة تسمّى بالتّقنيع. تكون الأذن الوسطى هي مصدر الضجيج، وإن سُمع في الرأس، بحيث يتعلّق بعمل خلايا الشعر الخارجيّة. السّبب الأكثر انتشاراً لظهور الطّنين هو التقدم بالعمرالمرتبط بحصول ضعف سمع بالذبذبات العليا أوقد يصاب بعض المرضى الشباب نتيجة  التعرّض للضجيج والضوضاء بدرجة عالية جدّا في مكان العمل بشكل مستمر اوقد يحدث خلل في الأذن الداخلية كمرض مينير (  Meniere Disease)، أمراض تصيب الأذن الوسطى، كالصمم الشبابي أوكما يسمى تصلب عظمة الركاب (otosclerosis)، بل انه يمكن حتى للإفراز الشمعي في الأذن الخارجية أو وجود شعركثيف داخل الأذن  أن يسبّب إحساساً بالطّنين.

  1. النقر أو الطنين النابض: ( Pulsatile tinnitus ) :

هو حالة يتم فيها سماع صوت منتظم في الأذن، والذي قد يكون مرتبطًا بمشاكل بالأوعية الدموية القريبة من الأذن، وعادة ما تتطابق هذه الأصوات مع معدل ضربات القلب. طنين الأذن الموضوعي: (Objective tinnitus) ويُعدّ هذا النوع من الطنين أقل شيوعاً، ويتمثل بسماع صوت طنين حقيقي في الأذن, بحيث يسمعه الطبيب أيضاً عند فحصه للأذن وعادة ما تتطابق هذه الأصوات مع معدل ضربات القلب، كما قد ينتج عن انقباضات العضلات، وبعض مشاكل عظام الأذن الوسطى.

الأسباب الشائعة للطَّنين

يُصابُ الكثيرون بالطَّنين بِسبَب واحدةٍ من هذه الحالات:

  • فُقدان السَّمع المُصاحِب لتقدُّم العمر.
  • التعرُّض لضَوضاء عالية. 
  • انسِداد الأُذن الشَّمعي.
  • التغيُّرات في عَظْم الأُذن. 
  • من الاسباب النادرة دخول بعض الحشرات الصغيرة داخل قناة السمع.

أسباب أخرى للطنين

هناك أسباب أقل شيوعًا للإصابة بطنين الأذن أقل شيوعًا ومن ضمنها:

  • داء مينير  Meniere’s disease. يمكن أن يكون طنين الأذن مؤشراً مبكرًا يدل على الإصابة بمرض مينير، وهو اضطراب في الأذن الداخلية قد ينجم عن اضطراب ضغط سائل الأذن الداخلية.
  • اضطرابات المفصل الصدغي الفكي TMJ . من الممكن أن ينتج عن مشكلات المفصل الصدغي الفكي، وهو الموجود على كل جانب من رأسك أمام أذنيك حيث يلتقي عظم الفك السفلي بجمجمتك، طنين الأذن.
  • ويمكن أن ينتج عن إصابات الرأس أو إصابات الرقبة.
  • ورم العصب السمعي. يحدث هذا الورم غير السرطاني (الحميد) على أعصاب الجمجمة التي تمتد من دماغك إلى أذنك الداخلية وتتحكم في التوازن والسمع. وتُسمى هذه الحالة أيضًا باسم الورم الشفاني الدهليزي، وتسبب عمومًا طنين الأذن في أذن واحدة فقط.
  • اختلال القناة السمعية (ستاكيوس). في هذه الحالة، تظل قناة الأذن التي تربط الأذن الوسطى بحلقك العلوي متمددة طوال الوقت، مما قد يجعلك تشعر بانسداد أذنك. قد يؤدي فَقْد قدر كبير من الوزن والحمل والعلاج الإشعاعي في بعض الأحيان إلى الإصابة بهذا النوع من الخلل.
  • تشنجات العضلات في الأذن الداخلية. 
  • اضطرابات الأوعية الدموية المرتبطة بالطنين في حالات نادرة، يتسبب اضطراب الأوعية الدموية في الإصابة بالطنين. يُطلق على هذا النوع من الطنين اسم الطنين النابض. تتضمن الأسباب ما يلي:
  • التصلب الشرياني.مع التقدم في العمر وتراكم الكوليسترول والرواسب الأخرى، تفقد الأوعية الدموية الرئيسية القريبة من الأذن الوسطى والداخلية بعضًا من مرونتها — وقدرتها على الثني أو البسط قليلاً مع كل نبضة. وهذا يتسبب في أن يصبح تدفق الأمر أقوى، مما يسهل على الأذن اكتشاف النبضات. يمكنك سماع هذا النوع من الطنين عمومًا في كلتا الأذنين.
  • أورام الرأس والرقبة.قد يتسبب الورم الذي يضغط على الأوعية الدموية في الرأس أو الرقبة (الأورام الوعائية) في حدوث طنين الأذن وأعراض أخرى.
  • إرتفاع ضغط الدم.يمكن لفرط ضغط الدم والعوامل التي تزيد من ضغط الدم، مثل الإجهاد وتناوُل الكحول والكافيين، أن تجعل الطنين أكثر وضوحًا.
  • تدفق الدم المضطرب.يمكن أن يسبب التضييق أو الثني في شريان الرقبة (الشريان السباتي) أو الوريد (الوريد الوداجي) تدفق دم مضطرب وغير منتظم، مما يؤدي إلى الإصابة بالطنين.
  • تشوه الشعيرات الدموية.هي حالة يُطلق عليها اسم التَشوُّه الشرياني الوريدي (AVM)، وهي إتصالات غير طبيعية بين الشرايين والأوردة، يمكن أن تؤدي إلى طنين. يحدث هذا النوع من الطنين عادة في أذن واحدة فقط.

عوامل الخطر :

  • التعرض لأصوات مرتفعة: يمكن للتعرُّض المطول لأصوات مرتفعة تدمير الخلايا الشعرية الحسية الدقيقة الموجودة في أذنك التي تنقل الصوت للمخ.
  • العمر: مع تقدمك في العمر ينخفض عدد الألياف العصبية العاملة في أذنيك.
  • الجنس: الرجال هم أكثر عُرضةً للإصابة بطنين الأذن.
  • التدخين. 
  • مشاكل القلب والأوعية: يمكن للأمراض التي تؤثر على سريان الدم، كإرتفاع ضغط الدم أو ضيق الشرايين (تصلب الشرايين).

الوقاية :

  • استخدام حماية السمع. 
  • تخفيض حجم الصوت.
  • العناية بصحة القلب والأوعيه الدموية..

متى تزور الطبيب؟

إذا كنتَ مصابًا بطنين يزعجك، ينبغي استشارة الطبيب .

علاج طنين الأذن :من المتعذّر منع الإحساس بالطّنين بالمطلق وغالبا ما يكون هدف العلاج هو تخفيض  الطّنين إلى درجة محتملة يمكن التعايش معها , ولكن هناك مجموعة واسعة من الأجراءات الطبية وبحسب الحالة:

  • تنظيف شمع الاذن اذا كان يسد القناة ويضغط علي الطبلة.
  • علاج مشاكل الأوردة والشرايين إن وجدت.
  • تبديل وتعديل بعض العلاجات التي يستخدمها المريض لعلاج بعض الأمراض لديه وقد تسبب مشكلة الطنين.

 

الاجراءات التي تخفف من حدة الطنين:

  • استخدام بعض الاجهزة التي تصدر بعض الأصوات الخفيفة في غرفة النوم للتغطية على صوت الطنين مثل المراوح والمكيفات واجهزة الموسيقى والتي تنجح في كثير من الحالات في السيطرة على المشكلة وتمكن المريض من تجاوز مشكلة الارق بسسب الطنين.
  • استخدام المعينات السمعية Hearing Aids .
  • استخدام المقنعات السمعية tinnitus maskers تشبه السماعات وقد تكون مدمجة بالمعينات السمعية أحيانا وهي تصدر أصوات معينة ومقبولة وتعمل على طمس صوت الطنين.
  • العلاج بالحفظ الطنيني (TRT – Tinnitus Retrain Therapy). حيث يتم برمجة الجهاز بشكل فردي لكل مريض لأصدار أصوات موسيقية تتناسب مع مستوى السمع ومستوى الطنين وذبذبته لدى الشخص المصاب ومع الوقت يتأقلم دماغ المريض على الأصوات التي يسمعها ولا يعود يشعر بالطنين مجدداً.

العلاجات الدوائية:

لا يمكن للأدوية بأنواعها علاج الطنين بشكل جذري ولكن يمكنها التخفيف من الأعراض أو المضاعفات.

error
fb-share-icon
نحب أن نسمع منك

مجلة صحة الأردن

مستشارك الطبي أينما كنت 
مجلة طبية متخصصة في نشر المقالات الطبية المفيدة لصحتكم ولقاءات الحصرية مع أفضل أطباء الأردن

تابعونا على السوشال ميديا