الدكتور درويش عبداللطيف

أخصائي التعويضات السنية

طب الأسنان البيوميمتيكي :Biomimetic dentistry طب الأسنان الحديث

في السنوات العشرون الأخيرة، شهد مجال طب الأسنان تطورًًا كبيرًًا في الأساليب والتقنيات
العلاجية، ومن أبرز هذه التطورات هو طب الأسنان البيوميمتيكي، أو ما يُُعرف ب”طب الأسنان
المحاكي للطبيعة”. يُُعد هذا التوجه الجديد بمثابة نقلة نوعية تهدف إلى محاكاة الطبيعة
في علاج الأسنان من حيث انتقاء افضل واقرب المواد لخصائص السن الطبيعي واستخدامها
بطريقة علمية صحيحة للحصول على افضل النتائج, والتركيز على الحفاظ على أكبر قدر
ممكن من البنية الأصلية الصحية للأسنان.
ماذا تعني البيوميمتيكي؟
كلمة “بيوميمتيك” مشتقة من الكلمتين الإغريقيتين
Bios“ “ ومعناها الحياة، والأخرى ” to imitate “Mimesis ومعناها نسخ
يهدف هذا النوع من العلاج إلى استعادة بنية ووظيفة الأسنان بطريقة تشبه إلى حد كبير
الأسنان الطبيعية من حيث الشكل، والصلابة، والمرونة، والمقاومة. يتم ذلك باستخدام مواد
وتقنيات متقدمة تساعد في تقليد الطبقات الطبيعية للسن مثل العاج والمينا ومنطقة
التصاقهم ببعض.
أهم مزايا وفوائد طب الأسنان البيوميمتيكي:
1. الحفاظ على بنية السن الطبيعية
من أهم المبادئ التي يقوم عليها هذا النوع من العلاج هو الحفاظ على أنسجة السن
السليمة. فبدلاًً من إزالة جزء كبير من السن، كما يحدث في بعض أنواع الحشوات التقليدية
أو التيجان الكاملة، يُُفضل في طب الأسنان البيوميمتيكي حف الحد الأدنى من الضرس
المتضرر أو الضعيف.
2. تقليل الحاجة إلى العلاجات الجذرية
عندما يتم تجهيزالسن وعزله فورا بمادة الحشوة تقل نسبة تحسس العصب المكشوف,
وتقليل كمية البرد للاسنان للتلبيسات الجزئية. وتوزيع الضغط عليه بطريقة طبيعية، تقل
احتمالية حدوث كسرفي السن أو ضرر للعصب، وبالتالي تقل الحاجة إلى علاج العصب )علاج
الجذور(.عندما تكون الحشوات ملتصقة بقوة عالية فإنها لن تسمح للبكتيريا بالتسريب
للعصب.
3. استعادة الشكل والوظيفة بشكل طبيعي
يهدف طب الأسنان البيوميمتيكي إلى إعادة بناء السن بطريقة تحاكي الطريقة التي يعمل
بها السن الطبيعي. النتيجة هي ترميمات تبدو طبيعية، وتؤدي وظيفتها بشكل مثالي في
المضغ والتحدث واللون والقوة.
4. راحة أكبر للمريض
من خلال تقنيات اللصق المتقدمة والمواد المرنة، يقل الشعور بعدم الراحة بعد العلاج.
كما أن الأسطح المصقولة بعناية تحمي اللثة وتقلل من التهيج أو الحساسية, لأنه معظم
الحواف يكون فوق مستوى اللثة..
5. جمالية عالية
تُُستخدم في هذا النوع من العلاج مواد شفافة ومتدرجة اللون تُُشبه مينا الأسنان الطبيعية،
مما يجعل النتائج الجمالية مذهلة وطبيعية للغاية.
5. عمر افتراضي أطول للترميمات
بفضل التركيز على التوزيع الصحيح للضغط على الأسنان واستخدام المواد المتوافقة
بيولوجيًًا، فإن الترميمات البيوميمتيكية غالبًًا ما تدوم لفترة أطول من الترميمات التقليدية.
وإذا حدث فشل فمن السهل إعادة ترميمه.
لمن يُُناسب هذا النوع من العلاج؟
•الأشخاص الذين يعانون من تسوسات عميقة ولكن يرغبون في تجنب علاج الجذور
والتلبيسات الكاملة
•من لديهم حشوات قديمة ويرغبون في استبدالها بحلول أكثر طبيعية وطويلة الأمد
•من يعانون من تآكل في الأسنان أو كسور فيها مما يؤدي إلى ألم ولمعة عند العض
والأكل البارد
•الراغبون في تحسين الجمالية والوظيفة دون اللجوء إلى التيجان الكاملة
تحديات ومحدوديات تطبيق طب الأسنان البيوميمتيكي
رغم أن طب الأسنان البيوميمتيكي يُُعتبر من أحدث وأكثر الاتجاهات تقدمًًا في مجال طب
الأسنان، ويُُقدم العديد من الفوائد للمريض من حيث الحفاظ على الأنسجة الطبيعية
وتحقيق ترميمات تدوم طويلاًً، إلا أن تطبيقه لا يخلو من التحديات والمحدوديات
فمثل أي تقنية حديثة، هناك عدة عوامل تؤثر على فعاليته وانتشاره في العيادات حول
العالم مثل:
1. الحاجة إلى تدريب متخصص
من أكبر التحديات التي تواجه هذا النوع من العلاج هو أنه يتطلب مهارات وتقنيات متقدمة
تختلف عن الطرق التقليدية. ليس كل طبيب أسنان يمتلك الخبرة أو التدريب اللازم لتطبيق
مبادئ الطب البيوميمتيكي بنجاح. يتطلب الأمر فهمًًا عميقًًا لتشريح السن، والخواص
البيوميكانيكية، وأساليب اللصق المتطورة
2. استغراق وقت أطول في العلاج
غالبًًا ما تحتاج الترميمات البيوميمتيكية إلى جلسات أطول أو أكثر تعقيدًًا مقارنة بالحشوات
أو التركيبات التقليدية. فكل خطوة – من التحضير الدقيق إلى اختيار المواد إلى الإلصاق
بطبقات متعددة – تتطلب عناية فائقة ووقتًًا إضافيًًا.
3. التكلفة الأعلى
نتيجة لاستخدام مواد وتقنيات متقدمة، وكذلك بسبب الوقت الإضافي الذي يتطلبه العلاج،
فإن تكلفة تطبيق طب الأسنان البيوميمتيكية هذا قد يشكل عائقًًا للمرضى الذين يبحثون
عن حلول اقتصادية. ولكنه وعلى المدى البعيد يصبح أوفر على المريض.
4.توفر المواد والمعدات
بعض الأدوات أو مواد الإلصاق أو الحشوات المتفق عليها بانها الرائدة في هذا المجال قد
لا تتوفر بسهولة في كل العيادات أو الدول التي تعاني من نقص في التجهيزات الطبية
الحديثة, وقلة الطلب على هذه المواد تجبر الوكلاء على عدم استيرادها.

error
fb-share-icon
نحب أن نسمع منك

مجلة صحة الأردن

مستشارك الطبي أينما كنت 
مجلة طبية متخصصة في نشر المقالات الطبية المفيدة لصحتكم ولقاءات الحصرية مع أفضل أطباء الأردن

تابعونا على السوشال ميديا