الدكتورة مها الزاغة

طب وجراحة الفم والأسنان

رحلتي في طب الأسنان : تأملات طبيبة أردنية

لمََ اخترتِِ طب الأسنان؟ كيف بدأتِِ الحكاية؟ هل كان حلماً طفوليًًا أم قرارًًا واعيًًا لاحقًًا؟
حين سُُئلتُُ ذات يوم في الطفولة عن حلمي، لم تكن إجابتي واضحة. كنت كالكثير
من الأطفال، تتجاذبني الأحلام بين أن أكون فنانة أو معلمة أو طبيبة. لم تكن مهنة
طب الأسنان حاضرة في خيالي حينها، لكنها جاءت لاحقًًا، بهدوء، واستقرت كخيار
قلبي وعقلي معًًا.
لمحة عن المشاعر الأولى
بدأت رحلتي عندما التحقت بكلية طب الأسنان، وهناك، شعرت للمرة الأولى بثقل
الحلم حين يتحول إلى التزام. كنت أرى في كل محاضرة وكل أداة بين يدي مسؤولية
عظيمة تجاه من سيجلس يومًًا أمامي على كرسي العيادة، يسلمني ابتسامته،
ويأتمنني على ألمه.
تحديات البدايات
سنوات التكوين لم تكن سهلة.
بين الدراسة النظرية والتطبيق العملي، كان التحدي الأكبر هو أن أتعلم كيف أكون “يدًًا
دقيقة” و”قلبًًا مطمئنًًا”. كنتُُ أتعلم في كل مرة أعالج فيها مريضًًا أنني لست فقط
معالجة لسن أو ضرس، بل طبيبة لوجع قديم، وخوف متراكم، وأمل جديد بابتسامة
جميلة.
مع الوقت، تغيّّرت نظرتي للمهنة.
لم تعد مجرد مهنة طبية، بل رسالة يومية.
الجلوس مع الأطفال الذين يخافون من آلة الحفر، ومحاولة كسر هذا الحاجز بلعبة
أو قصة؛ الاستماع لأم قلقة على ابنها؛ محاولة تهدئة مريض مسن يتألم… كل تلك
التفاصيل أصبحت جوهر عملي.
وكم من مريض كان معلمًًا لي!
منهم من حفزني بصبره، ومنهم من جعلني أبحث أكثر، لأكون عند حسن ظنه.
ومنهم من ترك في قلبي أثراً لا يُُنسى، ربما بابتسامة صادقة بعد جلسة علاج ناجحة،
أو بكلمة امتنان بسيطة.
التحديات كامرأة في مهنة دقيقة ومنافسة
كوني امرأة في مجال طبي يتطلب دقة وصبرًًا وقيادة، لم يكن دائمًًا سهلاًً.
لكنني وجدت في أنوثتي قوة، وفي تعاطفي مع المرضى ميزة، وفي تحدياتي دافعًًا
للمضي قدمًًا.
كيف ساعدني الشغف والإصرار على تخطي المراحل الصعبة؟
اليوم، وبعد سنوات من الممارسة، أرى في كل مريض فرصة جديدة لأمارس مهنتي
بضمير، وأغرس في كل ابتسامة قصة نجاح مشتركة.
الطب كرسالة
رسالتي إلى كل من يخطو خطواته الأولى في هذا الطريق: لا تكتفِِ بأن تكون طبيبًًا
ناجحًًا فنيًًا، بل كن إنسانيًًا. اسأل نفسك دائمًًا: كيف يشعر المريض؟ ماذا يحتاج أكثر من
العلاج؟ وتذكّّر أن الطب، وإن كان علمًًا، فإنه لا يُُتقن دون قلب.
وأخيرًًا، رحلتي في طب الأسنان لا تزال مستمرة…
رحلة بدأتها بشغف، وأكملها بإيمان، وأحياها كل يوم بابتسامة مريض، ورضا داخلي
لا يقدّّر بثمن

error
fb-share-icon
نحب أن نسمع منك

مجلة صحة الأردن

مستشارك الطبي أينما كنت 
مجلة طبية متخصصة في نشر المقالات الطبية المفيدة لصحتكم ولقاءات الحصرية مع أفضل أطباء الأردن

تابعونا على السوشال ميديا