الدكتورة تمارا الغلاييني

طب جراحة وزراعة الأسنان

هل زراعة الأسنان الفورية حقيقة أم خيال

مع التطور الذي يشهده طب الأسنان وخصوصاً في زراعة الأسنان فقد بات من الممكن عمل الزراعة والتركيب عليها مباشرة خلال ثلاث أيام فهل زراعة الأسنان الفورية حقيقة أم خيال؟

دائماً ما كان يشكو المرضى من المدة الزمنية للانتظار بعد عملية الزراعة هذه المدة تتراوح ما بين 3 إلى 6 أشهر وهذه المشكلة كان يعاني منها أطباء العظام حيث كان في السابق عند حدوث كسر يقوم الطبيب بتجبير ذلك الكسر ومنع المريض من الحركة وأداء وظيفته لمدة 3 إلى 4 أشهر حتى يتعافى ذلك الجزء ثم يفك الجبيرة ويبدأ الحركة من جديد لكن في تلك الفترة يقوم الجسم بسحب الأملاح التي يحتاجها من ذلك الجزء لأنه عديم الوظيفة مما يجعله ضعيف وعرضه للكسر.

ومن هنا بدأ البحث عن طريقة يمكن بها التركيب مباشرة والاستمرار بأداء وظيفة الجزء المصاب فتوصل الأطباء إلى زرعات التيتانيوم ووضعها لتصل من قشرة العظم الأولى إلى قشرة العظم الثانية وأن تثبت بصفيحة فيما بينها وقام أطباء الأسنان في ألمانيا بتطبيق هذه المبادئ على الزراعة بالفم والتركيب مباشرة بعد الزراعة واعتبار الجسر فوق الزرعات بمثابة الصفيحة للتثبيت فيما بينها.

في الزراعة الفورية يتم التركيب خلال ثلاثة أيام حيث كانت تتراوح المدة الزمنية للانتظار ما بين 3 إلى 6 أشهر سابقاً دون الحاجة إلى إجراء جراحي وبالتالي بعيداً عن مضاعفات التورم والآلام الصعبة.

أما عن خواص هذه الزرعات فهي:

زرعات ذات سطح أملس بخلاف الزرعات التقليدية ذات السطح الخشن ففي الزراعة التقليدية تقوم الشركة المصنعة بتخديش وتخشين سطح زرعة التيتانيوم حتى يلتصق عليها العظم عندما توضع في العظم الإسفنجي ولكن الزرعات الفورية لا تحتاج إلى ذلك فهي مزودة بشفرات تمكنها من اختراق قشرة العظم والثبات فيها بشكل قوي تمكننا من التثبيت فوقها مباشرة دون فترة انتظار وهذا السطح الأملس تكون فرصة استعمارها بالجراثيم أقل بكثير من السطح الخشن وهذا يمنع حدوث التهاب أو مضاعفات بعدها.

تتميز الزراعة الفورية بإمكانية تركيب التعويض مباشرة فوق الزرعات خلال ثلاثة أيام فقط دون الحاجة لانتظار الفترة الزمنية لالتحام الزرعة مع العظم حيث يستخدم نوع خاص من الزرعات ذات السطح الأملس والعنق الطويل وأيضاً الرفيع حيث يصعب استعمارها بالبكتيريا وتصل هذه الزرعات إلى العظم القاعدي والذي يكون أيضاً نسبة الذوبان فيه قليلة جداً وبعيدة عن الهجوم البكتيري ولذا عمل هذا النوع من الزرعات ناجح جداً لمرضى السكري أو المدخنين أو المرضى الذين يعانون من ذوبان بالعظم دون الحاجة إلى إضافة عظم.

توضع الزرعات بثبات ميكانيكي وبشكل غير متوازي حيث تتوزع القوى داخل العظم وتثبت الزرعات بنفس الطريقة التي يقوم بها أطباء العظام IMPLANT PLATES SPLINTING SYSTEM.

أما عن نسبة نجاح الزراعة الفورية

هناك مجموعة من الدراسات تم نشرها مثل ماندرا من النمسا بنسبة نجاح 98% ودوسمني من فرنسا وكوب من ألمانيا وستيفان إيدي وكانت تتراوح نسبة النجاح بين 97% إلى 99%.

ففي الزراعة الفورية يتم الزراعة والتركيب مباشرة فتحتسب جميع الزرعات ولا يوجد رفض للمرضى أما الزراعة التقليدية يتم استبعاد عدد من المرضى عن الدراسة مثل المرضى المدخنين ومرضى التهاب اللثة أو المرضى الذين يعانون من ذوبان للعظم أو الذين يرفضون العلاج لطول المدة وكثير من الدراسات تحتسب نجاح الزرعة من بعد التركيب فوق الزرعة وإذا فشلت الزرعة قبل التركيب لا تحتسب في الدراسة وهنا تكون نسبة النجاح غير حقيقية في الزراعة التقليدية.

مميزات الزراعة الفورية وما على المريض أنه يدركه عنها مقارنة بالزرعات العادية.

  1. توضع الزرعات الفورية من غير الحاجة إلى جراحة.

فقط من خلال إجراء ثقب صغير نقوم بلف الزرعة حتى تصل إلى المكان المقرر لها وبذلك نتجنب فتح اللثة ورفع غشاء السمحاق والذي عن طريقة تتم تروية العظم وعند رفعه يتأثر العظم وتحدث له تغييرات نحن في غنى عنها عوضاً عن الآلام التي سيترتب عليها السمحاق في الأيام اللاحقة للزراعة.

  1. في الزراعة الفورية لا نحتاج إلى زراعة عظم.

دائماً يوجد القشرة الأولى والقشرة الثانية وتكون الزراعة فيهما وذلك يوفر على المريض إجراء زراعة عظم أو رفع للجيب وما يترتب عليها من تعويض عملية الزراعة للفشل.

  1. الزراعة الفورية توفر على المريض تكاليف والآلام رفع الجيب وزراعة العظم وأيضاً الوقت. لا يوجد مرحلة ثانية فكل العملية تتم خلال ثلاثة أيام فقط يشمل ذلك التركيب.

والسؤال الآن هل الزراعة الفورية تناسب جميع المرضى.

هذا النوع من الزرعات يصلح للغالبية العظمى من المرضى حتى الحالات المرضية المستعصية أو المزمنة كمرضى القلب والضغط والسكر.

وجميع المرضى الذين يتم رفضهم في الزراعة التقليدية مثل مرضى ذوبان العظم الشديد أو المدخن الشره أو مرضى السكري فإنه يتم قبولهم في الزراعة الفورية وذلك لأن مكان التثبيت كما ذكرنا سابقاً يكون في العظم الصلب البعيد عن البكتيريا وأيضاً نسبة الأملاح فيه مرتفعة تقلل فرصة حدوث الالتهاب وحيث أن قشرة العظم موجودة دائماً مثل العظم تحت الأنف أو مكان التقاء عظم الفك العلوي مع العظم الاسفنجي فإنه يمكن الزراعة في العظم دون الحاجة إلى زراعة عظم أو حتى رفع الجيوب الأنفية وهذا يوفر الجهد والمال والوقت على المريض.

كيفية عمل الزراعة الفورية:

  1. تتم الزراعة في العيادة بتخدير موضعي وذلك بإجراء ثقب صغير في اللثة ووضع الزرعة حتى تدخل العظم لتصل إلى المكان المطلوب دون إجراء جراحي فبالتالي لا يوجد خياطة كما هو الحال في الزرعات التقليدية حيث أنه لا نستخدم المشرط ولا يوجد جرح يقلل من حدوث الورم والألم والازرقاق.
  2. وفي حال وجود أسنان بحاجة إلى خلع نقوم بخلع الأسنان بنفس الجلسة ووضع الزرعات وأخذ المقاس في نفس اليوم وفي اليوم التالي نقوم بعمل بروفة للتركيب وفي اليوم الثالث نقوم بالتركيب فوق الزرعات.
  3. وفي حاله المرضى الذين فقدوا جميع أسنانهم نقوم بزراعة عشرة زرعات في الفك العلوي وثمانية زرعات في الفك السفلي ثم تركيب أربعة عشر سن بورسلان في كل فك فوق الزرعات.
  4. ويوم التسليم مباشرة يتمكن المريض من استعمال أسنانه والأكل عليها

وما هو خيال أصبح حقيقة لدى عيادتنا.

error
fb-share-icon
نحب أن نسمع منك

مجلة صحة الأردن

مستشارك الطبي أينما كنت 
مجلة طبية متخصصة في نشر المقالات الطبية المفيدة لصحتكم ولقاءات الحصرية مع أفضل أطباء الأردن

تابعونا على السوشال ميديا