من منا لا يحلم ببشرة ناعمة ونضرة خالية من التجاعيد كالأطفال؟

ومن منا لا يحلم بشعر صحي وكثيف؟

كلنا بالتأكيد نطمح لتعزيز وابراز علامات الجمال والصحة، وفي جعبة العلم العديد من التقنيات الحديثة التي تخدم هذا المجال. سنتطرق اليوم للحديث عن آخرالمستجدات في مجال التجميل الا وهي حقن الخلايا الجذعية.

ما هي الخلايا الجذعية

الخلايا الجذعية (stem cells) هي خلايا غير متخصصة تمتلك القدرة على الانقسام والتمايز أو التحول الى أنواع مختلفة من الخلايا حسب الوسط الذي تتواجد فيه وحسب حاجة الجسم لذلك.

ونظرا لهذه الخصائص، فقد احدثت عملية استخلاص هذه الخلايا واستخدامها لعلاج العديد من الامراض ثورة هائلة في المجال الطبي، ولمجال التجميل من ذلك نصيب.

مصادر الخلايا الجذعية

-الحبل السري (umbilical cord)

-نخاع العظم (bone marrow)

-الخلايا الدهنية (adipose tissue)

-كما تتواجد الخلايا الجذعية في أعضاء أخرى وأجزاء من الجسم كما في بصيلات الشعر والجلد (skin and hair follicles)

كيف يتم الحصول على الخلايا الجذعية

يعتمد ذلك على المصدر الذي سيتم استخلاص الخلايا الجذعية منه؛ فعلى سبيل المثال، يتم استخراج الخلايا من نخاع العظم عن طريق اعطاء المريض ادوية معينة لزيادة انتاج الخلايا الجذعية في نخاع العظم ومن ثم انتقالها الى الدورة الدموية وبعدها يتم سحبها من الدم.

أما استخلاص هذه الخلايا من الدهون فيتم عن طريق شفط الدهون من مناطق معينة في الجسم ومن ثم فصلها باستخدام اجهزة خاصة في المختبر.

وفيما يتعلق بالخلايا الجذعية في الحبل السري، فيتم جمع الخلايا من الحبل السري بعد عملية الولادة مباشرة، يتلوه فصل الخلايا الجذعية عن باقي المكونات ومن ثم استخدامها للعلاج أو يتم حفظها في بنوك ومختبرات خاصة للخلايا الجذعية لاستخدامها فيما بعد.

الخلايا الجذعية لعلاج مشاكل الشعر

تعتبر مشكلة تساقط الشعر وفقدانه مشكلة مؤرقة، لما للشعر من أهمية جمالية تمنح الثقة بالنفس، وقد تعددت العلاجات والخيارات للحد من هذه المشكلة وعلاجها، الا ان للعلاج بالخلايا الجذعية نتائج واعدة قد توازي او حتى تتفوق على الخيارات الاخرى المتاحة.

خلال خبرتي المهنية ومتابعتي لمرضى يعانون من مشكلة الصلع الوراثي، لاحظت نتائح مبهرة من حيث وقف التساقط واعادة نمو الشعر من جديد بعد حقن الخلايا الجذعية المستخلصة من الحبل السري بشكل خاص.

الخلايا الجذعية لعلاج مشاكل البشرة

يمكن استخدام الخلايا الجذعية لعلاج العديد من مشاكل البشرة كالندب وآثار حب الشباب والتصبغات الجلدية والهالات السوداء، اضافة الى تجديد خلايا البشرة وتعزيز النضارة والحيوية.

وهناك دراسات قائمة لاستخدام الخلايا الجذعية في علاج الحروق وذلك لقدرتها على انتاج خلايا جديدة للمكان المراد علاجه، وكما يبدو انه سيكون لديها نتائج واعدة.

عقبات استخدام الخلايا الجذعية

حتى يومنا هذا، لا تزال استخدامات الخلايا الجذعية في العلاج محدودة ومحصورة، يعود ذلك الى قلة الدراسات السريرية التي تبين فعالية هذه التقنية في العلاج ومدى نجاحها، اضافة الى ارتفاع تكلفة العلاج بالخلايا الجذعية لما تتطلبه من مختبرات وأجهزة متخصصة تعمل على تحضير الخلايا وفصلها وتكثيرها ومن ثم استخدامها في العلاج.

كما ان هناك بعض القوانين من قبل بعض الدول التي تحد من استخدام الخلايا الجذعية حتى يومنا هذا.

وتستمر الجهود البحثية والتجارب الطبية لتحقيق دراية أوسع فيما يتعلق بالخلايا الجذعية، وتطويرأفضل الاساليب لاستخلاص الخلايا الجذعية وتوظيفها لعلاج الامراض المختلفة التي يستعصى علاجها. أما فيما يتعلق بمجال التجميل، فنجاح هذا الاجراء سيعتبر ثورة في عالم التجميل لما سيقدمه من نتائج رائعة عجزت عنها الاجراءت والعلاجات الطبية المعتادة.