يعد فقدان الأسنان من أكثر المشكلات التي نعاني منها ونتيجة الأسنان التالفة والمفقودة تضعف وظيفة الفم مما يترتب على ذلك قصور كبير في القدرة على مضغ الأطعمة كما تؤثر كثيراً على صحة الجهاز الهضمي كالمعدة والأمعاء إذ إنه من خلالها تكون قادراً على تناول ومضغ الطعام بشكل جيد، وتؤثر كذلك على النطق والمظهر الجمالي للفم، ولذلك سنتعرف على أهم تقنيات زراعة الأسنان للتخلص من جميع تلك المشكلات.

تعد زراعة الأسنان من الطرق الشائعة والمجدية للتعويض عن الأسنان المفقودة دون أن تؤثر على الأسنان المجاورة، والزرعة عبارة عن دعامة من مادة التيتانيوم تغرس في عظم الفك العلوي أو السفلي، وتعمل كقاعدة متينة لتثبيت السن الجديد، متوافق بيولوجيا مع نسيج عظم الفك بالإضافة إلى مواد أخرى يستخدمها طبيب الأسنان لتثبيت طرف السن الصناعي بشكل قوي، وبالتالي استعادة السن المفقود الذي يؤدي وظيفة ودور السن الطبيعي.

يوجد طريقتان للزراعة: زراعة الأسنان التقليدية وهي وضع الغرسة داخل عظم الفك ثم الانتظار ثلاثة أشهر أو لأكثر حتى تتم بعد ذلك عملية التركيب. وزراعة الأسنان الفورية التي تتم بشكل مباشر بعد خلع السن وهي عبارة عن زرعة توضع بشكل مباشر داخل العظم وخارج اللثة ثم تتم عملية تركيب السن خلال حوالي 72 ساعة تقريباً.

تنوعت التقنيات المستخدمة في زراعة الأسنان تبعاً لاختلاف كل مريض عن الآخر، فبسبب اعتماد زراعة الأسنان بشكل رئيسي كما أشرنا سابقاً على عظام الفك فقد تنجح تقنية مع مريض ولا تكون مناسبة مع مريض آخر، وقد يحتاج المريض إلى دمج بين تقنيتين للوصول للهدف المطلوب من الزراعة.

تعد زراعة الأسنان من أكثر العلاجات نجاحاً في مجال طب الأسنان وذلك بسبب وجود التقنيات الحديثة والمتطورة التي ساعدت على رفع نسبة النجاح في زراعة الأسنان إلى ما يقارب ال 98%، من أبرز هذه التقنيات:

١-         وجود الأشعة ثلاثية الأبعاد ( CBCT ) التي تساعد في تحديد المكان المناسب للزرعة عن طريق قياس طول وعرض وسماكة العظم بدلاً من تصوير ثنائي الأبعاد (البانوراما).

٢-         الماسح الضوئي (Intra-Oral Scanner) الذي يسهل أخذ طبعة للفم بصورة عالية الدقة ثلاثية البعد وبوقت قصير وراحة عالية للمريض ومن ثم يقوم بإرسالها إلى طابعة ثلاثية الأبعاد أيضاً في مختبر الأسنان لعمل التركيبات السنية

٣-         الدليل الجراحي (Surgical Guidance) وهو مجسم مصنوع وفقاً للماسح الضوئي، يوضع في فم المريض للمساعدة في توجيه الأدوات لغرس الزرعة في المكان الصحيح وبدقة عالية وبدون أخطاء جراحية.

خطوات زراعة الأسنان

طرق وتقنيات زراعة الأسنان التي ذكرت سابقاً تعتبر أدوات مساعدة أساسية لإنجاح عملية زراعة الأسنان وقد يستخدم طبيب زراعة الأسنان المختص طريقة وتقنية واحدة أو يجمع بين عدة طرق وتقنيات في مرة واحدة:

١. الفحص الأولي

سيقوم أخصائي زراعة الأسنان أو جراح الفم بإجراء فحوصات وأشعة على حالة الفك والأسنان لتحديد حالة عظام الفك والاستقرار على أفضل تقنية أو طريقة لزراعة الأسنان، والقيام بالتحاليل اللازمة للتأكد من الحالة الصحية بشكل عام وعدم وجود مخاطر لتلك العملية، كما يتضمن أيضا ذلك الإجراء اختيار لون السن بنفس درجة ألوان الأسنان الأصلية.

٢. خلع الأسنان

في حالة لم يتم اقتلاع الأسنان بشكل كامل أو الأسنان في حالة كسر ولم تُخلع من قبل، يقوم الطبيب المختص أولاً بخلع الأسنان تماما قبل البدء في أي إجراء طبي، ومن الممكن تنفيذ ذلك الإجراء في نفس يوم تثبيت الغرسة، فمن المفترض ألا تستغرق إزالة السن وقتًا طويلاً، وعلى الأرجح سيستخدم طبيب الأسنان مخدرًا موضعيًا لن يشعرك بالألم تماماً.

٣. تثبيت الغرسة وتطعيم عظام الفك

كما أشرنا سابقاً في هذه الخطوة سيسلك طبيب زراعة الأسنان الطريقة والتقنية الأنسب لك طبقاً لكثافة وقوة عظام الفك، وسيتم تثبيت الغرسة وتطعيم الفك بالشكل الأنسب للحالة، وترك عظام الفك بالنمو حول الغرس، حتى تكون الغرسة جزءًا من خط اللثة الطبيعي، وقد يستغرق هذا التكيف من 3 إلى 9 أشهر.

٤. تثبيت الدعامة

الدعامة هي حلقة الوصل أو الرابط بين الغرسة والتاج الخاص بالسنة ويتم وضعها بعناية حتى لا تنفصل أثناء تناول الأكل، وتضاف الدعامة بعد التأكد من استقرار الغرسة، وفي بعض الأحيان يمكن وضع الدعامة في نفس وقت وضع الغرسة.

٥. التاج

التاج هو المرحلة الأخيرة من عملية زراعة الأسنان حيث يقوم طبيب الأسنان بإضافة التاج المصنوع لك بنفس شكل ودرجة أسنانك، فوق الغرسة بعد ضمان استقرارها والتئام اللثة بشكل تام.

من أهم العوامل المؤثرة على نجاح عملية زراعة الأسنان:

•           نوعية الغرسات التي سيتم استخدامها، وهناك العديد من الأنواع المختلفة المتاحة في السوق، ولكن بعض الأنواع هي الأفضل لضمان نجاح العملية.

•           خبرة الطبيب ومهارته في إجراء العملية.

•           مدى التزام المريض بتعليمات طبيبه بشأن ما عليه فعله قبل وبعد العملية.

بعد الجراحة، سيشير الأخصائي إلى المريض لاتباع إجراءات معينة يجب اتباعها حتى يكون العلاج ناجحا:

•           اعتن بالنظام الغذائي خلال الأيام الأولى، وتجنب تناول الأطعمة الصلبة.

•           تجنب الأطعمة الساخنة جداً.

•           ممنوع التدخين.

•           تجنب المجهود البدني أو التمارين المكثفة.

•           تناول الدواء الموصوف وفقاً لإرشادات طبيب الأسنان.

•           قم بإجراء نظافة الفم الكاملة باستخدام منتجات وملحقات محددة للمنطقة التي تم علاجها.