استشاري أمراض القلب والشرايين والقسطرة التداخلية
شهد القطاع الطبي الأردني خلال العام الجاري إنجازًًا نوعيًًا في مجال الرعاية القلبية،
تمثلّ بإطلاق “البروتوكولات الوطنية لتشخيص وعلاج ألم الصدر”، والتي نوقشت
واعتمدت خلال المؤتمر العلمي الأخير لجمعية القلب الأردنية. هذا الإنجاز لم يكن
وليد اللحظة، بل هو حصيلة جهود مكثفة، وتعاون وثيق بين أطباء القلب والطوارئ،
وصانعي القرار الصحي في وزارة الصحة و الخدمات الطبية الملكية والدفاع المدني،
والمستشفيات الحكومية والمستشفيات الجامعية والقطاع الخاص، بإشراف اللجنة
العلمية للجمعية وفريق عمل رعاية ألم الصدر Jordan Cardiac Society Chest Pain
Care Taskforce
لماذا بروتوكول ألم الصدر؟
ألم الصدر يُُعد من أكثر الأسباب شيوعًًا لزيارة أقسام الطوارئ، ويتراوح في مسبباته
من الحالات البسيطة إلى الحالات المهددة للحياة كاحتشاء عضلة القلب. وفي غياب
بروتوكولات موحدة، كانت الممارسات تتفاوت بشكل كبير من مركز إلى آخر، من ما قد
يؤدي إلى تأخير في التشخيص، أو إجراءات غير ضرورية، أو تفاوت في جودة الرعاية.
من هنا برزت الحاجة إلى توحيد النهج، وفقًًا لأحدث الأدلة العلمية، لضمان الاستجابة
السريعة والفعالة، وتقليل الوفيات والمضاعفات الناتجة عن أمراض القلب الحادة،
لاسيما في بلدنا الذي يشهد ازديادًًا مضطردًًا في أمراض القلب والأوعية الدموية.
أبرز محاور البروتوكول
1 . تصنيف وتشخيص سريع للمريض: يعتمد البروتوكول على نموذج تقييم الخطورة
المبكر لتحديد ما إذا كان المريض بحاجة إلى تدخل فوري أو إلى تقييم غير عاجل.
2 . استعمال التروبونين عالي الحساسية :لتمكين تشخيص أدق خلال ساعات قليلة، ما
يقلل الحاجة إلى بقاء المريض لفترات طويلة في قسم الطوارئ.
3 . خوارزميات تشخيصية موحدة: تعتمد على نتائج تخطيط القلب، والفحوصات
المخبرية، والتاريخ السريري، لتحديد المسار العلاجي الأمثل.
4 . العمل على تطوير التكامل بين الطوارئ وأطباء القلب: من خلال أنظمة تحويل
واضحة، وتفعيل نظام “التحويل السريع” لحالات احتشاء العضلة القلبية الحاد.
نتائج وتوصيات المؤتمر
انعقد المؤتمر الوطني في عمّّان بمشاركة نخبة من أطباء القلب والطوارئ، وبحضور
ممثلين عن وزارة الصحة والخدمات الطبية الملكية والمستشفيات الخاصة. وقد
أجمعت اللجنة العلمية على النقاط التالية:
•اعتماد البروتوكول في جميع المستشفيات الأردنية الحكومية والخاصة.
•إنشاء قاعدة بيانات وطنية لحالات ألم الصدر لمتابعة النتائج ومراقبة الأداء.
•تدريب الكوادر الطبية والتمريضية على تطبيق البروتوكول من خلال ورش عمل
ودورات معتمدة.
•رفع مستوى التوعية العامة بأعراض الجلطة القلبية وأهمية طلب المساعدة
الطبية المبكرة.
ما الذي يعنيه هذا للمواطن الأردني؟
إن تبني بروتوكولات موحدة لألم الصدر يعني تقليل وقت الانتظار في الطوارئ، ودقة
أكبر في التشخيص، واستجابة أسرع لحالات الجلطة القلبية، مما يساهم في إنقاذ
الأرواح وتحسين جودة الحياة. كما أن هذه الخطوة تضع الأردن في مصاف الدول الرائدة
إقليميًًا في مجال جودة الرعاية القلبية المبنية على الدليل العلمي.
كلمة أخيرة
إننا في جمعية القلب الأردنية وفريق عمل رعاية ألم الصدر، إذ نحتفي بإطلاق هذا
البروتوكول، نؤكد التزامنا الدائم بالارتقاء بالرعاية الصحية القلبية في المملكة الأردنية
الهاشمية تحت رعاية و قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، وبدورنا كجسر علمي بين
المجتمع الطبي وصحة المواطن. وندعو جميع الجهات المعنية إلى دعم هذا التوجه
الاستراتيجي، لما فيه من منفعة وطنية صحية واقتصادية واجتماعية
مستشارك الطبي أينما كنت
مجلة طبية متخصصة في نشر المقالات الطبية المفيدة لصحتكم ولقاءات الحصرية مع أفضل أطباء الأردن