الحدب(Kyphosis) : هو انحناء مفرط وغير طبيعي للجزء العلوي من العمود الفقري،
مما يجعل الظهر يبدو مستديرًًا أو منحنيا إلى الأمام. يمكن أن يكون الحدب ناتجًًا
عن أسباب مختلفة، منها التشوهات الخلقية، الشيخوخة، هشاشة العظام، أو العادات
السيئة مثل الجلوس الطويل بوضعية خاطئة. في الحالات الشديدة، قد يؤثر الحدب
على وظائف الجهاز التنفسي والأداء اليومي للشخص.
علامات وأعراض الحدب:
• المظهر المنحني: يظهر الظهر بشكل مستدير أو مقوس.
• آلام الظهر: غالبًًا ما يعاني المرضى من ألم في الجزء العلوي أو الأوسط من الظهر
بسبب الضغط الزائد على الفقرات.
• التعب العضلي: نتيجة للإجهاد الناتج عن دعم الجسم في وضعية غير طبيعية.
• تيبس العمود الفقري: قلة مرونة العمود الفقري وصعوبة في الحركة.
• مشاكل التنفس: في الحالات الشديدة، يمكن أن يؤثر الانحناء المفرط على سعة الرئة
• انخفاض الطول: نتيجة للانحناء المفرط في العمود الفقري.
أسباب التحدب )الحدب(:
يمكن أن يحدث التحدب نتيجة عدة عوامل تتداخل فيما بينها، وتختلف الأسباب
حسب نوع التحدب )خلقي، وضعي، أو مرضي(. فيما يلي أبرز الأسباب:
1. التحدب الوضعي ) :)Postural Kyphosis
• الوضعيات الخاطئة:
الجلوس لفترات طويلة بطريقة غير صحيحة، خاصة عند المراهقين، يؤدي إلى ضعف
العضلات الخلفية وزيادة انحناء العمود الفقري.
• ضعف العضلات الأساسية:
ضعف عضلات الظهر والبطن يقلل من دعم العمود الفقري، مما يزيد من قابلية حدوث
التحدب.
2. التحدب الخلقي ) :)Congenital Kyphosis
• عيوب خلقية في الفقرات:
يولد بعض الأطفال بفقرات مشوهة أو غير مكتملة النمو، مما يؤدي إلى انحناء العمود
الفقري بشكل مفرط.
3. التحدب المرضي ) :)Pathological Kyphosis
• هشاشة العظام ) Osteoporosis (: يؤدي فقدان كثافة العظام، خاصة عند كبار
السن، إلى كسور انضغاطية في الفقرات، مما يسبب تحدبًًا تدريجيًًا.
• مرض شويرمان ) Scheuermann’s Disease (: حالة تؤدي إلى نمو غير طبيعي
للفقرات، غالبًًا في مرحلة المراهقة، مما يؤدي إلى تحدب حاد.
• الإصابات والكسور: الحوادث أو السقوط قد يسبب كسورًًا انضغاطية تؤدي إلى تغير
شكل العمود الفقري.
• التهابات العمود الفقري: مثل التهاب الفقرات السلية )مرض السل في العمود
الفقري( أو الالتهابات المزمنة الأخرى.
• أورام العمود الفقري: وجود أورام أو نمو غير طبيعي في الفقرات قد يؤدي إلى
تشوه في الانحناء الطبيعي.
4. العوامل الوراثية: وجود تاريخ عائلي للإصابة بالتحدب قد يزيد من احتمالية
الإصابة به.
5. الأمراض العصبية والعضلية:
• الحالات التي تؤدي إلى ضعف العضلات وعدم قدرتها على دعم العمود الفقري، مثل
• الشلل الدماغي.
• مرض ضمور العضلات.
6. التقدم في العمر: يؤدي التآكل الطبيعي للفقرات مع الشيخوخة إلى زيادة قابلية
العمود الفقري للانحناء المفرط.
7. السمنة: الوزن الزائد يضع ضغطًًا إضافيًًا على العمود الفقري، مما قد يؤدي إلى
تحدب مع الوقت.
علاج الحدب بالتأهيل
يلعب التأهيل دورًًا محوريًًا في علاج الحدب وتحسين حالة المرضى. يُُعتبر منهج
Schroth الذي طوره المعهد الدولي لتقويم العمود الفقري ) ISST ( واحدًًا من أكثر الطرق
فعالية في إعادة تأهيل مرضى الحدب.
يكون علاج الحدب على عدة مكونات منها تمارين تقوية العضلات التي تعمل على
تقوية العضلات الداعمة للعمود الفقري مثل عضلات الظهر والبطن، لتحسين استقرار
الجسم وتقليل الانحناء، وتمارين الاطالة للعضلات المشدودة مثل عضلات الصدر
والكتفين، مما يساعد في إعادة التوازن العضلي، تمارين التنفس التصحيحي ) Schroth
method ( التي تركز على توجيه التنفس نحو المناطق المضغوطة في العمود الفقري،
مما يزيد من تمدد العضلات ويعزز تصحيح الانحناء. أيضاً يتم تدريب المرضى على
تحسين وضعيتهم أثناء الجلوس، الوقوف، والمشي. يُُستخدم في هذا التدريب أدوات
مثل المرايا وأجهزة الاستشعار لتعليم المرضى كيفية ضبط وضعية الجسم بشكل
دقيق، تُُستخدم الاجهزة التقويمية الداعمة في الحالات المتوسطة إلى الشديدة
لدعم العمود الفقري وتقليل زاوية الانحناء، ويتم توعية المرضى حول أهمية ممارسة
التمارين بانتظام، وتجنب العادات السيئة، وتحسين نمط الحياة.
أثبتت الدراسات العلمية أن منهج Schroth يساعد على تحسين زاوية الانحناء
وتخفيف الأعراض لدى مرضى الحدب والتي تشمل:
• تقليل زاوية Cobb : انخفاض بنسبة ملحوظة في زاوية الانحناء.
• تحسين القدرة الوظيفية: قدرة المرضى على أداء الأنشطة اليومية بشكل أكثر راحة
• تحسين نوعية الحياة: انخفاض الألم وتحسن الحالة النفسية.
تلعب إعادة التأهيل دورًًا حيويًًّا في علاج الحدب وإدارة أعراضه. من خلال استخدام
تمارين موجهة، تقنيات علاج يدوي، وأدوات دعم، يمكن للمرضى تحسين وضعيتهم،
تخفيف الألم، واستعادة وظائفهم الحركية. تؤكد الأدلة العلمية أن التأهيل ليس فقط
وسيلة للعلاج بل هو استثمار طويل الأمد في صحة المرضى وجودة حياتهم.