الدكتور خالد بني هاني‎‎

أخصائي الطب النفسي ومعالجة الإدمان

ما هو الخرف؟

يمكن تعريف الخرف (بالإنجليزية: Dementia) بأنه وصف يعبر عن انخفاض الوظيفة الإدراك والتدهور المعرفي الذي يصيب الدماغ.

‎يعتبر الخرف ليس مرضاً بحد ذاته لكنه يصف مجموعة متنوعة من الأعراض مثل ضعف الذاكرة، وانخفاض القدرة على التواصل والتفكير.

‎عادةً ما يرتبط الخرف بالتقدم في العمر إذ تزداد احتمالية الإصابة به كلما تقدم الشخص في السن، لكن لا يعتبر الخرف جزء طبيعي من الشيخوخة، إذ يوجد الكثير من الأشخاص الأصحاء الذين لا يعانون من الخرف بالرغم من التقدم في العمر.

‎مراحل الخرف

‎يتطور الخرف في كل شخص بشكل مختلف عن الآخرين، إذ يمكن أن يصيبه بشكل خفيف أو يتطور إلى المراحل اللاحقة الأكثر تضرراً، وتتضمن مراحل الخرف الآتي:

  • المرحلة الأولى: مرحلة الضعف الإدراكي الخفيف، وتصيب هذه المرحل كبار السن لكنها لا تتطور إلى مراحل أخرى، ويعاني الشخص المصاب من الاضطراب المعرفي المعتدل مثل النسيان وصعوبة تذكر الكلمات ومشاكل في الذاكرة لكنها قصيرة المدى.
  • المرحلة الثانية: مرحلة الخرف الخفيف: يحدث في هذا المرحلة مشاكل في الذاكرة قصيرة المدى، وتغيرات مزاجية مثل الغضب أو الاكتئاب، وصعوبة في أداء المهام، ووضع الأشياء وصعوبة تذكر أماكنها، وإيجاد صعوبة في التعبير عن المشاعر أو الأفكار.
  • المرحلة الثالثة: مرحلة الخرف المعتدل: يحتاج الشخص المصاب بهذه المرحلة إلى المساعدة سواء من أحد أفراد الأسرة أو مقدم الرعاية الصحية لأن الخرف يتداخل مع قدرته على أداء مهامه اليومية، إذ يصاب الشخص بفقدان في الذاكرة، ويحتاج إلى المساعدة في ارتداء ملابسه أو الاستحمام، يحدث تغيرات كبيرة في شخصيته.
  • المرحلة الرابعة: مرحلة الخرف الشديد: تعتبر هذه المرحلة متأخرة من الخرف، تؤثر على القدرات العقلية والجسدية مثل عدم القدرة على المشي والبلع وفقدان القدرة على التحكم في المثانة، وفقدان القدرة على التواصل، وزيادة خطر الإصابة بالالتهابات والعدوى.
‎عوامل تزيد خطر الإصابة بالخرف

‎هناك بعض العوامل التي تزيد من فرصة إصابة الأشخاص بالخرف، ومن هذه العوامل نذكر ما يلي:

  • العمر: يعد التقدم في السن من أقوى عوامل خطر الإصابة بالخرف، إذ تؤثر معظم حالات الخرف في الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 65 عام.
  • تاريخ العائلة: تزيد فرصة إصابة الأشخاص بالخرف إذا كان هناك أحد أفراد العائلة مثل الأخوة مصابين بالخرف.
  • العرق: يمكن القول أن هناك بعض الأعراق أكثر عرضة للخرف مثل الأمريكيين الأفارقة بمقدار الضعف عن البيض، والأشخاص ذوو الأصول الإسبانية أكثر عرضة أيضاً لخطر الإصابة.
  • ضعف صحة القلب: يؤدي ارتفاع مستوى الكوليسترول وضغط الدم والتدخين إلى زيادة خطر الإصابة بالخرف إذا لم يتم علاجه بشكل صحيح.
  • وجود إصابات في الدماغ: تزداد فرصة الإصابة في الأشخاص الذين تعرضوا لإصابات شديدة ومتكررة في الرأس.

أعراض الخرف

‎تتضمن الأعراض الأكثر شيوعاً للأشخاص المصابين بالخرف حدوث تغيرات في المزاج، والاضطراب وفقدان الذاكرة، وتتضمن الأعراض الأخرى ما يلي:

    • وجود مشاكل في التواصل والكلام مثل نسيان الكلمات البسيطة واستخدام كلمات خاطئة.
    • إيجاد صعوبة في إتمام المهام اليومية مثل صنع عصير أو طهي وجبة طعام.
    • حدوث مشاكل في التفكير العادي مثل فقدان القدرة في التعامل مع النقود.
    • الارتباك مثل الضياع في الشارع مع أنه كان مألوف سابقاً.
    • وضع الأشياء في أماكن خاطئة ونسيان المكان التي وضعت فيه مثل المفاتيح أو المحافظ.
    • تغيرات في الشخصية فقد يصبح شخصاً عصبياً أو مخيفاً.
    • تغيرات مزاجية مفاجئة وغير مبررة.
    • فقدان المبادرة وانخفاض الاهتمام لبدء نشاط مثل الخروج إلى مكان ما.

 

كيف يتم تشخيص الخرف؟

‎يقوم الطبيب بتشخيص حالة الخرف عن طريق الإجراءات التالية:

  • معرفة التاريخ الطبي للمصاب.
  • الفحص الجسدي.
  • فحوصات للتحقق من الذاكرة والتفكير والقدرات اللغوية.
  • اختبارات الدم، والاختبارات الجينية، ومسح الدماغ.
  • إجراء تقييم للصحة العقلية لمعرفة ما إذا كان الاضطراب النفسي يساهم في ظهور الأعراض.

علاج الخرف

‎تستخدم العلاجات للخرف للتخفيف من الأعراض فقط، ويعتمد العلاج على نوعين أساسيين أحدهما العلاج الدوائي والآخر العلاج غير دوائي.

‎العلاج الدوائي

‎يتم استخدام الأدوية التالية لعلاج أعراض مرض الزهايمر:

  • مثبطات الكولينستريز: تقوم هذه الأدوية بزيادة تركيز مادة كيميائية تدعى الأستيل كولين، التي تساعد في تكوين الذكريات وتحسين القدرة على القرار، وقد يساهم في تأخير تفاقم أعراض مرض الزهايمر.
  • ميمانتين (بالإنجليزية: Memantine): يتم استخدام هذا الدواء لتأخير ظهور الأعراض التي تتعلق بالمعرفة والسلوك في الأشخاص المصابين بالزهايمر المتوسط أو الشديد، وقد يسمح للأشخاص المصابين بمرض الزهايمر بالحفاظ على الوظائف العقلية الطبيعية لفترات أطول من الزمن.
 
‎العلاجات غير الدوائية

‎تساهم العلاجات غير الدوائية في تخفيف أعراض الخرف وتقليل حدوث المضاعفات، وتتضمن هذه العلاجات ما يأتي:

  • تغيير نمط الحياة: الحفاظ على أجواء هادئة للمصاب يساهم في تقليل الأعراض، إذ تؤدي الفوضى والضوضاء إلى فقدان القدرة على التركيز.
  • تعديل المهام المشتركة: يمكن اللجوء لمعالج أو أحد مقدمي الرعاية الطبية للمساعدة في تقسيم المهام اليومية مثل الاستحمام لتصبح أسهل للتحكم فيها.
  • العلاج الوظيفي: يمكن أن يساعد المعالج الوظيفي المتخصص في تعليم المصاب بالخرف تحسين قدراته على المشي والطبخ والقيادة.
 
 
كيف يمكن الوقاية من الخرف؟

‎لا يمكن الوقاية من الإصابة بالخرف، لكن يمكن تقليل بعض عوامل الخطر المرتبطة بالخرف، كما يلي:

  • الامتناع عن التدخين والكحول.
  • تلقي العلاج في حالة الإصابة بأمراض القلب مثل تصلب الشرايين.
  • تناول أدوية خفض الكوليسترول وضغط الدم.
  • تناول أدوية السكري للحفاظ على مستوى السكر بالدم.

• قد يسبب ضعف الإدراك الخفيف أحياناً الخرف لذا يجب تلقي العلاج والدعم المناسب.

error
fb-share-icon
نحب أن نسمع منك

مجلة صحة الأردن

مستشارك الطبي أينما كنت 
مجلة طبية متخصصة في نشر المقالات الطبية المفيدة لصحتكم ولقاءات الحصرية مع أفضل أطباء الأردن

تابعونا على السوشال ميديا