حقيقة علمية إن ما يعد السرطان الأكثر انتشاراً في العالم هو سرطان الجلد الأقل ذكراً
على الساحة الطبية العالمية إذ إن عدد الحالات المسجلة عالمياً وبشكل سنوي تفوق
سرطان الثدي بخمس أضعاف.
قد يكون السبب أنه لا يحسب من ضمن السرطانات ذات الصيت القاتل أو أن أغلب
الحالات يتم علاجها بمراحل مبكرة.
من الطبيعي أن يحصل الجلد على مراكز متقدمة فهو أكبر أعضاء الجسم وأكثرها
تداخل وتفاعل مع المحيط الخارجي من ملوثات وأشعة.
يبدوا الحديث نمطي وممل إن لم يكن واقع الحال تصحيح لمفاهيم مغلوطة أولها
وأهمها أن حبوب الخال أو الشامات السوداء لا تعتبر سرطانات كامنة كما يظن البعض
وأن الكثير من البثور والحبوب في المناطق المعرضة لأشعة الشمس قد تكون اكثر
خطراً من ما تبدوا عليه..
كل خلايا الجلد الحرشفية والصبغية والمناعية يمكن أن تتحول لسرطانات وما هو
أكثر خطورة أن يكون الجلد انعكاس لما يدور داخلك لتظهر بعض السرطانات كالقولون
والرئة والدم والثدي على شكل بثور لا يحمل لها الإنسان بالاًً.
نسبة ضئيلة من سرطانات الجلد تشكل تهديداً على الحياة وكغيره من السرطانات
يعتبر الكشف المبكر هو الحل الأنجع بيد أطباء الجلد المدربين على استخدام التقنيات
كالعدسة الضوئية والماسح الضوئي والخزعات الجلدية.
إذا أردنا التبحر في الجلد سنجد أن الأكثر خطراً هو الورم الصبغي الذي تلعب فيه
الوراثة والاختلال الجيني المناعي الجزء الأكبر و يعتبر الإشعاع الضوئي والتدخين
من العوامل المساعدة.. حبوب الخال كما اسلفنا سابقا هي ليست أورام كامنة
إلا أن تغير الشكل والحجم والنزف منها قد يرفع احتماليات التحول السرطاني
وخصوصاً في حالة الشامات الوراثية واسعة الانتشار ما يعادل قطرها الأربعين
سنتيمتر وهي غالباً ما تكون موجودة مع الوليد لحظة الولادة وتشكل تهديد
له من حيث الامتداد الداخلي مثل سرطانات الصبغية في العيون والجهاز
العصبي … يمتاز العرق العربي بندرة حدوث مثل تلك الأورام إلا في أطراف ..
قد يكون الحديث مفصلا في مقالات لاحقة ليشمل الأكثر شيوعا وهو الورم القاعدي
الذي يصيب الوجه أو الورم الحرشفي سريع الانتشار أو الورم المناعي بشقيه الكامن
والمنتشر … عافاكم الله من كل الأمراض ومتعكم بموفور الصحة.