الدكتور سليم مصطفى

ماذا بعد كورونا

 لم يكن أحد يعلم قبل تاريخ الأول من ديسمبرعام 2019 بعد إكتشاف أول إصابة بفايروس كورونا أن العالم سوف يتغير بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معاني.

سبب الوباء أضرار إجتماعية واقتصادية عالمية بالغة تضمنت اكبر ركود إقتصادي عالمي وتضررت قطاعات كبيرة من أهمها القطاع الطبي والقطاع التعليمي.

إذا ما قارنا هذه الجائحة بجائة الإنفلونزا الإسبانية التي إجتاحت أوروبا عام 1918 فقد يكون التطور العلمي سبب في إنتشار فايروس كورونا سريعا ، حيث لم يكن هناك وجود للطيران التجاري كما هو اليوم ، وهذا كان من الأسباب الرئيسية التي أدت إلى الإنتشار السريع لهذا الفايروس.

كما أنه لم تكن هناك أي دولة في العالم حتى المتقدمة منها تضع بروتوكولات لهذا الحجم من الوباء الذي انتشر سريعا ولم تستطع أي دولة من منع دخوله إلى أراضيها.

 تثار التساؤلات حول مستقبل فيروس كورونا المستجد بعد ما يقرب من انتشاره على مدار عامين، أصاب خلالها أكثر من  250 مليون حالة، وتخطت وفياته خمسة ملايين حول العالم.

  الخيار المتوقع لمستقبل فيروس كورونا المستجد هو أن يصبح موسمياً كحال فيروسات الجهاز التنفسي، والتي تنتشر في أوقات من العام، وتصل ذروة الإصابات فيها خلال وقت معين من العام، والذي يرجحه الأطباء، في حالة  «كوفيد – 19» بأن يكون في فصلي الشتاء أو الخريف.

وكحال باقي الفيروسات الموسمية سوف تكون المطاعيم الموسمية هي الحل الأمثل للتقليل من الإصابة بمثل هذه الفيروسات أو التخفيف من أعراضها في حال أصيب الشخص بها.

 أحد التحديات التي ينبغي على حكومات دول العالم التعامل معها خلال العام الجديد هو إتاحة اختبارات فيروس كورونا المستجد بأسعار رخيصة، إضافة إلى السماح لأعداد كبيرة من السكان للوصول إليها.

 كما أن إرتداء الكمامات مستقبلا للمصابين بالفايروس دون الحاجة للحجر المنزلي هو الخيار الأمثل ، لذلك يجب أن يكون لدى الناس الوعي اللازم والمسئةلية الشخصية لتطبيق مثل هذه القرارات ، والعمل من المنزل إذا إستدعى الأمر ذلك.

 مما لاشك فيه أن الجائحة أبرزت الدور المهم للعلوم والبحث العلمي. ولكن تبين في ذات الوقت أن التبادل والتواصل العلمي في مجالات المجتمع والسياسة والإعلام مازال بحاجة إلى مزيد من التطوير. كما عززت الجائحة فكرة أن الحكومات التي تتصرف على أساس المعارف العلمية وتكون شفافة في تقديم المعلومات وتبرر تصرفاتها بشكل منطقي سليم، يمكنها أن تقود بلدانها نحو الخروج من الأزمة بشكل أفضل وأكثر كفاءة من تلك التي تقوم على الأيديولوجيات. ففي نهاية المطاف ما هو البرهان الأفضل من الإسراع في ترخيص اللقاحات ضد كورونا الذي يمكن أن يكون الدليل على إمكانية الانتصار على الأزمة من خلال العلم. وهذا أيضا يشكل في حد ذاته مكسبا معرفيا جوهريا، سوف يبقى بعد انتهاء مرحلة كورونا، وسوف يساعدنا جميعا في مواجهة المشكلات الكبيرة التي مازالت تتربص بنا جميعا.

ما أود قوله أن فايروس صغير غير مرئي قد سبب في أزمة إنسانية وإقتصادية عالمية لن نستطيع الخروج من تداعياتها لسنوات عديدة قامة.

error
fb-share-icon
نحب أن نسمع منك

مجلة صحة الأردن

مستشارك الطبي أينما كنت 
مجلة طبية متخصصة في نشر المقالات الطبية المفيدة لصحتكم ولقاءات الحصرية مع أفضل أطباء الأردن

تابعونا على السوشال ميديا